زمن القولبــة..!!!

متابعة على ما تفضلت بذكره في الموضوع أعلاه :

فإن القولبة في هذا السياق لا تعني وضع الشيء في القالب فقط
بل تحديدا وضع الشيء في القالب الخاطئ حيث يقوم أولئك المرضى
المفسدين للعقول و المجتمعات بإطلاق شتى الأكاذيب و يرغموننا
على تصديقها لمجرد الاعتياد على تداولها وكثرة انتشارها

فحسب الدراسات العلمية :
إن الأمر الذي يصدر فجأة لأول مرة يكون دائما مبغوضا و منبوذا و مستغربا
إلى حد الاستنكار و لكن إخراجه تدريجيا على شكل دفعات يتكرر انبثاقها في
مواقيت مختلفة و على صعيد طبقات متعددة في المجتمع يجعل منها أمرا
مقبولا و معتادا مع الوقت حتى لو لم يتم العمل بها ثم يكون العمل بها ضمن
الأهداف اللاحقة التي تتحقق من تلقاء نفسها دون كبير جهد و عناء و السبب
في الأصل : [ حدوث التقبل بسبب كثرة رؤية ذلك أو سماعه ] ...

لذا فإن منع انتشار النكت أكبر فائدة لقطع شريان تلك الأكاذيب التي
تهدم القيم و الأمم مع مرور الوقت بحجة الكبت وتفريغ الطاقة السلبية

يقول عليه الصلاة والسلام في حديث له :
" ... و في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا ..."

يعد النبي صلى الله عليه و سلم ببيت أو قصر في الجنة
في وسطها تحديدا لمن ترك نشر الأكاذيب ولو كان من باب الضحك
والمزاح

و قد قيل في الأثر : [ الويل لمن بادر بالكذب لكي يضحك الناس ] ..

فسبحان الله !!

أصبحنا نرجو السعادة بعيدا عن الله فصرنا نضحك على أنفسنا بفضل تلك
الأكاذيب ... ألا يبدو ذلك شبيها للجنون والسفه ؟!!

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نسأل الله الهداية و الرشد وصلاح القلب و الحال و العمل و البال يا رب

وفقك الله وبارك لك في تلك الأنامل التي تسعى دائما
لنشر الخير و طبع البسمة بطريقة صحيحة في النفوس
هديت و كفيت ووقيت حيثما دبت قدمك و خط قلمك ودق قلبك
تحياتي و تقديري

سمير العباسي معجب بهذا