محروم
05-02-2023, 03:03 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
يقول الحقّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ﴾ [الإسراء:82]، القرآن يُستشَفى بهِ من الشبهة، ويُهتدَى بهِ من الحيرة، فهو شفاء القلوب، والقلبُ هو أساس الأعمال، بصلاحهِ صلاح العمل والجسد؛ يقول صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ» [1].
وأمراض القلوب أيها الأخوة في الجملة ترجع إلى نوعين اثنين:
النوع الأول: أمراض الشبهات.
النوع الثاني: أمراض الشهوات والقرآنُ شفاءٌ لهما.
ونبيُّنا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرشدنا إلى سورة الفاتحة الكافية الشافية، ففيها شفاءٌ لأمراض القلوبِ وأمراض الأبدان، ففساد القلب إنما يكون بسوء قصدهِ وفساد نيتهِ اَلتِي يتوجه بها إلى الله جَلَّ وَعَلَا.
من أمثال الأمراض: الرياء، والكبر، والبغي، والظلم، وأمراض الحسد والحقد والبغضاء وسوء الظن، وهذه العلل دواؤها إنما يكون بالقرآن؛ كما قال الله جَلَّ وَعَلَا: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ﴾ [الإسراء: 82]، وسورة الفاتحة على وجه الخصوص، ففيها التزكية للنفوس، وإصلاحُ هذه القلوب، ولكن ذلك إنما يكون لمَنْ فَهِمَ وتدبَّر وعمِل بهذه السورة العظيمة، فبإذن الله جَلَّ وَعَلَا تكون لهُ شفاءً وليس بعدها من داءٍ.
إذا نظرنا إلى الفاتحة في قول الله جَلَّ وَعَلَا: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ [الفاتحة] تُذهب مرض الرياء والتصنع وحظوظَ النفس أمام حقِّ الله الأعظم، ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة] تذهب الكبر والبطر والخُيلاء، والبغي والظلم وسوء الظن، وما انطوت عليهِ النفس من الحسدِ والحقدِ والبغضاء، فسبحان مَنْ جعل القرآن شفاءً، وسبحان مَنْ جعل الفاتحة الكافية الشافية.
أيها الكرام، إنَّ شرط تحقيق الوعد بالشفاء، إنما هو متعلقٌ بالدرجة الأولى بهذه العقيدة اَلتِي يحملها أهل الإيمان في قلوبهم، وفي سَيرهم إلى الله جَلَّ وَعَلَا، فهو عندما يقرأ سورة الفاتحة ويعتقد اعتقادًا جازمًا أنَّ الشافي هو الله جَلَّ وَعَلَا، عندها يمتلئ قلبهُ إيمانًا ويقينًا وثقةً بالله جَلَّ وَعَلَا، فإذا اجتمع اليقين والثقة بالله جَلَّ وَعَلَا، انتفع العبد بآيات الفاتحة والقرآن غاية الانتفاع.
والدليل على ذلك: حديثٌ أبي سعيد الخدري رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ أنهُ قرأ الفاتحة على رجل لدغتهُ عقرب، فشفاهُ الله جَلَّ وَعَلَا وكأنما نَشِطَ من عقال.
فدونَك سورةَ الفاتحة، ففيها الشفاء والنور والهدى، نسأل الله جَلَّ وَعَلَا أنْ يشفي مرضانا ومرضى المسلمين، وأنْ يرحم موتانا وموتى المسلمين، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.
والحمد لله رب العالمين
محمد بن سند الزهراني
يقول الحقّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ﴾ [الإسراء:82]، القرآن يُستشَفى بهِ من الشبهة، ويُهتدَى بهِ من الحيرة، فهو شفاء القلوب، والقلبُ هو أساس الأعمال، بصلاحهِ صلاح العمل والجسد؛ يقول صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ» [1].
وأمراض القلوب أيها الأخوة في الجملة ترجع إلى نوعين اثنين:
النوع الأول: أمراض الشبهات.
النوع الثاني: أمراض الشهوات والقرآنُ شفاءٌ لهما.
ونبيُّنا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرشدنا إلى سورة الفاتحة الكافية الشافية، ففيها شفاءٌ لأمراض القلوبِ وأمراض الأبدان، ففساد القلب إنما يكون بسوء قصدهِ وفساد نيتهِ اَلتِي يتوجه بها إلى الله جَلَّ وَعَلَا.
من أمثال الأمراض: الرياء، والكبر، والبغي، والظلم، وأمراض الحسد والحقد والبغضاء وسوء الظن، وهذه العلل دواؤها إنما يكون بالقرآن؛ كما قال الله جَلَّ وَعَلَا: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ﴾ [الإسراء: 82]، وسورة الفاتحة على وجه الخصوص، ففيها التزكية للنفوس، وإصلاحُ هذه القلوب، ولكن ذلك إنما يكون لمَنْ فَهِمَ وتدبَّر وعمِل بهذه السورة العظيمة، فبإذن الله جَلَّ وَعَلَا تكون لهُ شفاءً وليس بعدها من داءٍ.
إذا نظرنا إلى الفاتحة في قول الله جَلَّ وَعَلَا: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ [الفاتحة] تُذهب مرض الرياء والتصنع وحظوظَ النفس أمام حقِّ الله الأعظم، ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة] تذهب الكبر والبطر والخُيلاء، والبغي والظلم وسوء الظن، وما انطوت عليهِ النفس من الحسدِ والحقدِ والبغضاء، فسبحان مَنْ جعل القرآن شفاءً، وسبحان مَنْ جعل الفاتحة الكافية الشافية.
أيها الكرام، إنَّ شرط تحقيق الوعد بالشفاء، إنما هو متعلقٌ بالدرجة الأولى بهذه العقيدة اَلتِي يحملها أهل الإيمان في قلوبهم، وفي سَيرهم إلى الله جَلَّ وَعَلَا، فهو عندما يقرأ سورة الفاتحة ويعتقد اعتقادًا جازمًا أنَّ الشافي هو الله جَلَّ وَعَلَا، عندها يمتلئ قلبهُ إيمانًا ويقينًا وثقةً بالله جَلَّ وَعَلَا، فإذا اجتمع اليقين والثقة بالله جَلَّ وَعَلَا، انتفع العبد بآيات الفاتحة والقرآن غاية الانتفاع.
والدليل على ذلك: حديثٌ أبي سعيد الخدري رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ أنهُ قرأ الفاتحة على رجل لدغتهُ عقرب، فشفاهُ الله جَلَّ وَعَلَا وكأنما نَشِطَ من عقال.
فدونَك سورةَ الفاتحة، ففيها الشفاء والنور والهدى، نسأل الله جَلَّ وَعَلَا أنْ يشفي مرضانا ومرضى المسلمين، وأنْ يرحم موتانا وموتى المسلمين، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.
والحمد لله رب العالمين
محمد بن سند الزهراني