المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معركة التوحيد والشرك


انين الروح
06-09-2022, 02:14 PM
معركة التوحيد والشرك


إن معركة التوحيد مع الشرك قديمة منذ زمن الرسول نوح عليه السلام حينما دعا قومه إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، وبقي فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، وهو يدعوهم إلى التوحيد، فكان ردهم كما ذكر القرآن، ﴿ وقالوا لا تَذَرُنَّ آلهتَكم ولا تَذرُنَّ ودًّا ولا سواعًا ولا يغوثَ ويَعوقَ ونَسْرًا * وقد أضَلّوا كثيرًا ﴾ [نوح:23، 24].



روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية قال:

1- هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصِبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابًا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخ العلم عُبِدَت. (أي الأحجار والأنصاب التي هي التماثيل)



2- ثم جاء الرسل بعد نوح يدعون قومهم إلى عبادة الله وحده، وترك ما يعبدون من دونه من الآلهة التي لا تستحق العبادة، فاسمع إلى القرآن وهو يُحدثك عنهم فيقول: ﴿ وِإلى عادٍ أخاهم هُودًا قال يا قوم اعبُدوا الله ما لكم مِن إله غَيره أفلا تتقون ﴾. [الأعراف: 65].



﴿ وإلى ثمودَ أخاهم صالحًا فال يا قوم اعبدوا الله ما لكم مِن إله غيره ﴾ [هود: 61].



﴿ وإلى مَدين أخاهم شُعيبًا قال يا قَوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾ [هود: 84].



﴿ وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومَه إنني بَراءٌ مما تَعبدون * إلا الذي فطرَني فإنه سيهدين ﴾ [الزخرف:27،26].



وكان رَدُّ المشركين على جميع الأنبياء بالمعارضة والاستنكار لما جاءوا به، ومحاربتهم بكل ما يستطيعون من قوة.



3- وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي كان معروفًا عند العرب قبل البعثة بالصادق الأمين، لما دعاهم الى عبادة الله وتوحيده، وترك ما كان يعبد آباؤهم نسوا صدقه وأمانته، وقالوا: ﴿ ساحر كذاب ﴾ وهذا القرآن يحكي ردهم فيقول: ﴿ وعجبوا أنْ جاءَهم مُنذِرٌ منهم وقال الكافرون هذا ساحِرٌ كذَّاب * أجعل الآلهة إلهًا واحد إن هذا لشيءٌ عجاب ﴾ [ص: 4، 5].



﴿ كذلك ما أتى الذين مِن قَبلهم مِن رسول إلا قالوا ساحِرٌ أو مجنون * أتواصَوا به بل هم قومٌ طاغون ﴾ [الذاريات: 52 - 53].



هذا موقف الرسل جميعًا من الدعوة إلى التوحيد، وهذا هو موقف أقوامهم المكذبين المفترين.



4- وفي عصرنا الحاضر حينما يدعو المسلم إخوانه إلى الأخلاق والصدق والأمانة لا تجد معارضًا له، فإذا قام يدعو إلى التوحيد الذي دعت إليه الرسل وهو دعاء الله وحده، وعدم دعاء من سواه من الأنبياء والأولياء الذين هم عباد الله - قام الناس يعارضونه ويتهمونه بتهم كاذبة، ويقولون عنه (وهابي)! ليصدوا الناس عن دعوته، وإذا جاءهم بآية فيها توحيد قال قائلهم: (هذه آية وهابية)!!



وإذا جاءهم بحديث: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنتَ فاستعِن بالله" قال بعضهم: (هذا حديث وهابي)!.



وإذا وضع المصلي يديه على صدره، أو حرَّك إصبعه في التشهد، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الناس عنه وهابي!! فأصبح الوهابي رمزًا للموحد الذي يدعو ربه وحده، ويتبع سنة نبيه، والوهابي منسوب للوهَّاب، وهو اسم من أسماء الله - الذي وهب له التوحيد، وهو أكبر نعمة من الله على الموحدين.



5- على دعاة التوحيد أن يصبروا، ويتأسوا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال له ربه:

(واصبِر على ما يقولون واهجُرهم هَجرًا جميلًا} [المزمل: 10].



﴿ فاصبر لحكم ربك ولا تُطِعْ منهم آثِمًا أو كَفورًا ﴾ [الإنسان:24].



على المسلمين أن يقبلوا دعوة التوحيد، ويحبوا دعاته، لأن التوحيد دعوة الرسل عامة، ودعوة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أحب الرسول صلى الله عليه وسلم أحب دعوة التوحيد، ومن أبغض التوحيد فقد أبغض الرسول صلى الله عليه وسلم.



إنِ الحكم إلا لله:

خلق الله العالم لعبادته وحده، وأرسل لهم الرسل لتعليمهم وأنزل مع الرسل الكتب، ليحكم بالحق والعدل بينهم، وهذا الحكم يتمثل في كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ويشمل الحكم في العبادات، والمعاملات، والعقائد، والتشريع، والسياسة، وغيرها من أمور البشر.



1- الحكم في العقيدة: أول ما بدأ به الرسل دعوتهم هو تصحيح العقائد، ودعوة الناس إلى التوحيد، فهذا يوسف عليه السلام في السجن يدعو صاحبيه إلى التوحيد عندما سألاه تعبير الرؤيا، وقبل أن يجيبهما قال لهما: ﴿ يا صاحِبَي السجن أَأربابٌ مُتَفَرِّقون خير أم الله الواحدُ القهار * ما تعبدون مِن دونه إلا أسماءً سمَّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها مِن سلطان إنِ الحكمُ إلا لِلّه أمرَ ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيِّم ولكن أكثرَ الناس لا يعلمون ﴾. [يوسف: 39 - 40].



2- الحكم في العبادات: يجب أن تأخذ أحكام العبادة من صلاة وزكاة وحج وغير ذلك من القرآن والحديث الصحيح عملًا بقوله صلى الله عليه وسلم: ((صَلّوا كما رأيتموني أصلي))؛ [متفق عليه].



وقوله صلى الله عليه وسلم: ((خذوا عني مناسككُم))؛ [رواه مسلم].



وعملًا بقول الأئمة المجتهدين: إذا صح الحديث فهو مذهبي.



فإذا اختلف الأئمة في أمر من الأمور، فلا نتعصب لقول أحد، إلا لمن كان معه الدليل الصحيح الذي له أصل من الكتاب والسنة.



3- الحكم في المعاملات من بيع وشراء وقرض وإجارة وغيرها يكون الحكم فيها لله ولرسوله، لقوله تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].



وقد ذكر المفسِّرون سبب نزولها، وهو أن رجلين اختلفا في السقاية، فحكم الرسول صلى الله عليه وسلم للزبير أن يسقي، فقال رجل حكمتَ له لأنه ابن عمتك! فنزلت الآية. [رواه البخارى].



4- الحكم في الحدود والقصاص لقوله تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ﴾ إلى قوله: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [المائدة: 45].



5- الحكم لله في التشريع لقوله تعالى: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ ﴾ [الشورى: 13].



وقد أنكر الله على المشركين إعطاء حق التشريع لغير الله فقال: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ [الشورى: 21].



الخلاصة:

يجب على المسلمين أن يحكموا بالكتاب والسنة الثابتة، ويتحاكموا إليهما في كل شيء، عملًا بقول الله تعالى: ﴿ وأن احكمْ بينهم بما أنزل الله ﴾ [المائدة:49]. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وما لم تحكُم أئِمتُهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسَهم بينهم))؛ [حسن رواه ابن ماجه وغيره].



وعلى المسلمين أن يُلغوا القوانين الأجنبية من بلادهم كالقوانين الفرنسية والإنجليزية وغيرها مما يخالف حكم الإسلام وأن لا يلجؤوا إلى المحاكم التي تحكم بقوانين تخالف الإسلام وأن يحتكموا إلى الإسلام عند مَن يثقون به من أهل العلم، فذلك خير لهم، لأن الإسلام ينصفهم، ويعدل بينهم، ويوفر عليهم المال والوقت الذي يضيع في المحاكم المدنية بلا فائدة تُذكر، إضافة إلى العذاب الأكبر يوم القيامة، لأنه أعرض عن حكم الله العادل، ولجأ إلى حكم المخلوق الظالم.

غرام الحب
06-17-2022, 12:58 PM
طرح ممُيَّزةجِدَاً وَرآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك
دُمتْ ودامَ نبضُ متصفحك
متوهّجاً بِروَعَةْ طرحكم

سمو الروح
06-22-2022, 10:30 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
على ما قدمتي ,,,,

محروم
07-03-2022, 06:02 PM
يعَطَيَكَ اَلَعَآفَيَـهَ عَلَىَّ اَلَإنَتَقَآء اَلَرَوًّعَـهَ
شَكَرَاًَ لَكَ مَنَ اَلَقَلَبَ عَلَىَّ هَذآ اَلَمَجَهَُوًّدَ ,
مَاَأنَحَرَمَ مَنَ عَطَـآءكَ اَلَمَمَيَزَّ يََ رَبَ !
دَمَتَ بَحَفَظَ اَلَلَهَ وًّرَعَآيَتَهَ

شيخة الزين
07-03-2022, 08:18 PM





طرٍح رٍآئع كَ ع ـآدتك ...
يتمـآيل آليـآسمين شذى بجمـآل متصفحك ..
ؤتترٍآقص آلـ ؤرٍؤد متعطرة برٍؤعة مَ طرحته أنـآملك
لرٍؤحك أطيب آلـ ؤرٍد ؤأكـآليل آلـ زهرٍ

معطرٍة برٍقةرٍؤحك

https://upload.3dlat.com/uploads/13612773802.gif





فتون
07-09-2022, 04:39 PM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ عطاؤك وجمال إبداعك ..
ولموضوعك الجميل كل الشكر والتقدير ..
اسأل البآري لك سعآدة دائمة ..
لروحك عقد الياسمين..!

ورد
07-24-2022, 12:49 PM
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك

أمير المحبه
07-29-2022, 05:33 PM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

فجر النهار
07-30-2022, 07:37 PM
جزآك ربي آلجنة ونعيمهآ
وحرم أنآملك على آلنآر
الله يجزيك الخير

تقبل اطللتي بمتصفحك الرائع

مہلہك الہعہيہونے
08-22-2022, 04:27 AM
جزآك ربي آلجنة ونعيمهآ
وحرم أنآملك على آلنآر
الله يجزيك الخير
تقبل اطللتي بمتصفحك الرائع

عاشق الليل
08-20-2023, 02:35 PM
..





جزَآك آللَه خَيِرا
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله

http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14025248457.gif

سمير العباسي
09-12-2023, 04:07 AM
http://up.anin-ro7.com/do.php?img=6527

ريم
09-27-2023, 09:59 AM
-


جزاك الله كل خير
وجعله الباري في موازين حسناتك
كل الود ..

ميرا
01-17-2024, 11:37 PM
بارك الله فيك وعافاك
على الموضوع القيم
وجعله في ميزان حسناتك

https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/239.gif