المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث أبي هريرة: "من أطاعني فقد أطاع الله"


شيخة الزين
10-02-2022, 06:10 AM
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أطاعَني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يُطِعِ الأميرَ فقد أطاعني، ومن يَعصِ الأمير فقد عصاني))؛ متفق عليه.



• وعن أبي بَكْرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أهانَ السلطان أهانه الله))؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن.



وفي الباب أحاديث كثيرة في الصحيح، وقد سبق بعضها في أبواب.


قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذان الحديثان بقية باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني)).

ففي هذا الحديث بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن طاعته من طاعة الله، قال الله تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80]، والنبي عليه الصلاة والسلام لا يأمر إلا بالوحي؛ إلا بالشرع الذي شرعه الله تعالى له ولأمَّتِه، فإذا أمر بشيء، فهو شرعُ الله سبحانه وتعالى، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله.

الأمير إذا أطاعه الإنسانُ فقد أطاع الرسول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمَر في أكثرَ من حديث، أمَر بطاعة وليِّ الأمر، وقال: ((اسمع وأطع وإنْ ضرب ظهرك وأخذ مالك))، وقال: ((اسمعوا وأطيعوا وإن استُعمل عليكم عبدٌ حبشي كأنَّ رأسه زبيبة))، وقال: ((على المسلم السمعُ والطاعة في عسرِه ويُسرِه، ومنشطه ومكرهه)).

والأحاديث في هذا كثيرة، فقد أمر بطاعة وليِّ الأمر، فإذا أطعت وليَّ الأمر فقد أطعت الرسولَ عليه الصلاة والسلام، وإذا أطعت الرسول فقد أطعت الله.

وهذا الحديث وما سبقه وما لم يذكُرْه المؤلف كلُّها تدل على وجوب طاعة ولاة الأمور إلا في معصية الله؛ لما في طاعتهم من الخير والأمن، والاستقرار وعدم الفوضى، وعدم اتباع الهوى.

أما إذا عُصي ولاة الأمور في أمرٍ تلزم طاعتُهم فيه، فإنه تحصل الفوضى، ويحصل إعجاب كل ذي رأي برأيه، ويزول الأمن، وتفسد الأمور، وتكثر الفتن، فلهذا يجب علينا نحن أن نسمع ونطيع لولاة أمورنا، إلا إذا أمَرونا بمعصية، فإذا أمَرونا بمعصية الله فربُّنا وربُّهم الله له الحكم، ولا نطيعهم فيها؛ بل نقول لهم: أنتم يجب عليكم أن تتجنبوا معصية الله، فكيف تأمُروننا بها؟ فلا نسمع لكم ولا نطيع.

وقد سبق لنا أنْ قلنا: إن ما أمَر به ولاة الأمور ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يكون الله قد أمر به، مثل أن يأمرونا بإقامة الجماعة في المساجد، وأن يأمرونا بفعل الخير وترك المنكر، وما أشبه ذلك، فهذا واجب من وجهين: أولًا: أنه واجب أصلًا. الثاني: أنه أمر به ولاة الأمور.

القسم الثاني: أن يأمرونا بمعصية الله، فهذا لا يجوز لنا طاعتهم فيها مهما كان، مثل أن يقولوا: لا تصلُّوا جماعة، احلِقوا لِحاكم، أنزِلوا ثيابكم إلى أسفل، اظلموا المسلمين بأخذ المال أو الضرب أو ما أشبه ذلك، فهذا أمرٌ لا يطاع، ولا يحلُّ لنا طاعتهم فيه، لكن علينا أن نناصحهم وأن نقول: اتقوا الله، هذا أمر لا يجوز، لا يحل لكم أن تأمروا عباد الله بمعصية الله.

القسم الثالث: أن يأمرونا بأمر ليس فيه أمرٌ من الله ورسوله بذاته، وليس فيه نهي بذاته، فيجب علينا طاعتهم فيه؛ كالأنظمة التي يستنونها وهي لا تخالف الشرع، فإن الواجب علينا طاعتُهم فيها، واتباع هذه الأنظمة وهذا التقسيم، فإذا فعل الناس ذلك، فإنهم سيجدون الأمن والاستقرار والراحة والطُّمأنينة، ويحبون ولاة أمورهم، ويحبهم ولاة أمورهم.

ثم ذكر المؤلِّف آخر حديث في هذا الباب؛ حديث أبي بَكْرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((من أهان السلطان أهانه الله))، وإهانةُ السلطان لها عدة صور:
منها: أن يَسْخر بأوامر السلطان، فإذا أمر بشيء قال: انظروا ماذا يقول؟

ومنها: إذا فعل السلطان شيئًا لا يراه هذا الإنسان، قال: انظروا، انظروا ماذا يفعل؟ يريد أن يهوِّن أمر السلطان على الناس؛ لأنه إذا هون أمر السلطان على الناس استهانوا به، ولم يمتثلوا أمره، ولم يجتنبوا نهيه.

ولهذا فإن الذي يهين السلطانَ بنشر معايبه بين الناس وذمِّه، والتشنيع عليه، والتشهير به - يكون عرضة لأنْ يهينه الله عز وجل؛ لأنه إذا أهان السلطان بمثل هذه الأمور، تمرَّد الناس عليه فعصَوه، وحينئذٍ يكون هذا سبب شر، فيهينه الله عز وجل.

فإن أهانه في الدنيا فقد أدرك عقوبته، وإن لم يهنه في الدنيا، فإنه يستحق أن يُهان في الآخرة والعياذ بالله؛ لأن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم حقٌّ: ((من أهان السلطان أهانه الله))، ومن أعان السلطان أعانه الله؛ لأنه أعان على خير وعلى برٍّ، فإذا بيَّنت للناس ما يجب عليهم للسلطان، وأعنتهم على طاعته في غير معصية، فهذا خيرٌ كثيرٌ، بشرط أن يكون إعانة على البر والتقوى وعلى الخير، نسأل الله لنا ولكم الحماية عما يغضبه، والتوفيق لما يحبه ويرضاه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 670- 673).

ريمان
10-02-2022, 07:42 AM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
على ما قدمتي ,,,

سمو الروح
10-02-2022, 12:11 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
على ما قدمتي ,,,

ورد
10-02-2022, 03:01 PM
جزاك الله خير ونفع بك
وجعله في موآزين حسنآتك
ورفع به درجآتك على هذآ الطرح القيم
لا حرمنآالله توآجدك

خلود المشاعر
10-03-2022, 07:37 AM
يسعدك الرحمن على طرحك القيم
والله يعطيك العافية على الإفادة
جزيل الشكروالامتنان على المجهود
كنت هنا //عـــــــزوف

ميمو
10-03-2022, 09:40 AM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز، وفي انتظار جديدك الأروع والمميز.. لك مني أجمل التحيات، وكل التوفيق لك يا رب.

اشراق
10-03-2022, 09:57 PM
الله يجزاكِ كل خير على مجهودكِ...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ...
لكِ خالص احترامي

الامل الذهبي
10-04-2022, 12:19 PM
شكرا لك
جزاك الله كل خير ونفع بك الاسلام والمسلمين
خالص شكري وتقديري لشخصك الكريم

الامل الذهبي
10-04-2022, 12:19 PM
شكرا لك
جزاك الله كل خير ونفع بك الاسلام والمسلمين
خالص شكري وتقديري لشخصك الكريم

محروم
10-08-2022, 04:28 PM
يعَطَيَكَ اَلَعَآفَيَـهَ عَلَىَّ اَلَإنَتَقَآء اَلَرَوًّعَـهَ
شَكَرَاًَ لَكَ مَنَ اَلَقَلَبَ عَلَىَّ هَذآ اَلَمَجَهَُوًّدَ ,
مَاَأنَحَرَمَ مَنَ عَطَـآءكَ اَلَمَمَيَزَّ يََ رَبَ !
دَمَتَ بَحَفَظَ اَلَلَهَ وًّرَعَآيَتَهَ

شموع الحب
04-03-2023, 10:48 PM
سلمت يمنآك لآ عدمنآك
طرح جميل بآرك الله فيك
الله يعطيك العآفية

عاشق الليل
08-14-2023, 02:36 PM
..





بارك الله فيك على الطرح الطيب
وجزاك الخير كله .. واثابك ورفع من قدرك
ووفقك الله لمايحبه ويرضاه
دمت بحفظ الله ورعايته
http://www.raaw9.com/up2/uploads/168806703524831.png

سمير العباسي
09-12-2023, 10:40 AM
http://up.anin-ro7.com/do.php?img=6527

ميرا
01-06-2024, 10:04 PM
بارك الله فيك