المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حُكْمُ إِمامَةِ العَاجِز


بنت الأكابر
09-27-2022, 09:49 PM
حُكْمُ إِمامَةِ العَاجِز


إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:

المقصود بالإمام العاجز: هو العاجز عن رُكنٍ فِعْلِيٍّ من أركان الصلاة؛ كالقيام، والركوع، والسجود.




أولًا: الإمامُ العاجِزُ عن القيام:

اختلف العلماءُ في صحة الصلاة خلف الإمامِ العاجزِ عن القيامِ على ثلاثة أقوال:

الراجح منها: أنَّ هناك تفصيل:

أ‌- إذا ابتدأ الإمامُ الصلاةَ قاعدًا؛ صلى مَنْ خلفَه قُعودًا.

ب- إذا ابتدأ الإمامُ الصلاةَ قائمًا، ثم عَجز - أثناء الصلاة - عن القيام؛ صلى مَنْ خلفَه قِيامًا. وهو قول ابنِ خزيمة، وابنِ حبان، وابنِ المنذر من الشافعية، والإمام أحمد[1] - رحم اللهُ الجميع.




الأدلة:

استدلوا عن الجزء الأول (أ): بحديث عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رضي الله عنها؛ أَنَّهَا قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ وَهْوَ شَاكٍ، فَصَلَّى جَالِسًا، وَصَلَّى وَرَاءَهُ قَوْمٌ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنِ اجْلِسُوا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ؛ فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا» رواه البخاري.




وجه الدلالة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى قاعِدًا، وأشار إلى مَنْ خلفَه أنْ يُصَلُّوا قُعودًا، وكان صلى الله عليه وسلم قد ابتدأ الصلاةَ قاعِدًا، فدلَّ على أنَّ الإمام إذا ابتدأ الصلاة قاعدًا جازت الصلاة خلفه، وعليهم أنْ يُصلُّوا قعودًا.



واستدلوا عن الجزء الثاني (ب): بحديثِ عائشةَ رضي الله عنها: عندما ثَقُلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ أمَرَ أبا بكرٍ رضي الله عنه أنْ يُصلِّيَ بالناس، فصلَّى بهم أيَّامًا، ثم إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وَجَدَ من نَفْسِه خِفَّةً فخَرَجَ بين رَجُلَين لِصَلاةِ الظُّهْرِ، وأبو بكرٍ يُصَلِّي بالناس، فلمَّا رآه أبو بكرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنْ لا يتأخَّر، وقال: «أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ». فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي - وَهُوَ قَائِمٌ - بِصَلاَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ؛ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ. رواه البخاري ومسلم.




وجه الدلالة: أنَّ أبا بكرٍ رضي الله عنه ابتدأَ بهم الصلاةَ قائمًا، ثم جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم فصلَّى بهم من حيث انتهى أبو بكرٍ، فصلَّى قاعِدًا، والصحابة رضي الله عنهم خَلْفَه قِيامًا، فدل على أنَّ الإمام إذا ابتدأ الصلاةَ قائمًا، ثم عجز عن القيام بعد ذلك؛ صلَّى مَنْ خلفَه قِيامًا.



فالخلاصة: صِحَّةُ الصَّلاةِ خلفَ العاجز عن القيام: ويُصلَّى خلفَه قعودًا؛ إذا ابتدأَ الإمامُ صلاتَه قاعدًا، وقيامًا؛ إذا ابتدأَ الإمامُ الصلاةَ قائِمًا.



وسبب الترجيح: لأنَّ فيه جَمْعًا للأدلة الصحيحة، فإذا تعارضت الأدلةُ الصحيحة، وأمكنَ الجمعُ بينها؛ فالجمعُ هو المُتعَيَّن، ولا يُصارُ إلى النَّسْخِ إلاَّ بعدَ تعذُّرِ الجمع، وقد أمكنَ الجمعُ بحمد الله.




ثانيًا: الإمامُ العاجِزُ عن الركوع والسُّجود:

أمَّا إنْ كان الإمامُ عاجزًا عن الركوع أو السجود، والمأمومُ غيرَ عاجزٍ عن ذلك؛ فقد اختلفَ العلماءُ فيها على قولين: الراجح فيهما: جوازُ الصلاةِ خلف الإمامِ العاجزِ عن الركوع والسجود. وبه قال: زُفَر من الحنفية، والشافعي، واختاره ابنُ تيمة، والسعدي، ورجَّحه ابنُ عثيمين[2] - رحِمَ اللهُ الجميع.



وعلَّلُوا ذلك: بأن الركوع والسجود ركنٌ فِعليٌّ كالقيام، فإذا جازت الصلاةُ خلف العاجز عن القيام، جازت الصلاة خلف العاجز عن الركوع أو السجود؛ من جِنسه.



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (بناءً على القاعدةِ: أنَّ مَن صَحَّتْ صلاتُه صحَّتْ إمامتُه؛ لأن هذه القاعدةِ دلَّت عليها النصوصُ العامةُ، إلاَّ في مسألة المرأةِ، فإنَّها لا تصحُّ أن تكون إمامًا للرَّجُلِ، لأنَّها مِن جنسٍ آخرٍ)[3].


[1] فتح الباري، (2/ 176)؛ الشرح الكبير، (1/ 405)؛ أحكام الإمامة والإتمام، (ص 112).

[2] انظر: الهداية مع شرح القدير، (1/ 323)؛ المجموع، (4/ 146)؛ الانصاف، (2/ 260)؛ المختارات الجلية، (ص 42)؛ منار السبيل، (1/ 121)؛ الشرح الممتع، (4/ 334)؛ أحكام الإمامة والإتمام، (ص 117).

[3] الشرح الممتع، (4/ 236).

سمو الروح
09-28-2022, 02:43 AM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
على ما قدمتي ,,,

خلود المشاعر
09-28-2022, 07:39 AM
طرح رائع ومميز كالعادة
شكرا لك على روعة طرحك واختيارك
والله يعطيك العافية
كنت هنا /عزوف

محروم
09-28-2022, 05:29 PM
يعَطَيَكَ اَلَعَآفَيَـهَ عَلَىَّ اَلَإنَتَقَآء اَلَرَوًّعَـهَ
شَكَرَاًَ لَكَ مَنَ اَلَقَلَبَ عَلَىَّ هَذآ اَلَمَجَهَُوًّدَ ,
مَاَأنَحَرَمَ مَنَ عَطَـآءكَ اَلَمَمَيَزَّ يََ رَبَ !
دَمَتَ بَحَفَظَ اَلَلَهَ وًّرَعَآيَتَهَ

الامل الذهبي
09-29-2022, 02:28 PM
شكراً لـ طرحك الطيب
والله يعطيك ألف عافيه لمجهودك
تقديري

أمير المحبه
09-29-2022, 06:19 PM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

ورد
10-01-2022, 07:56 PM
بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته

ميمو
10-01-2022, 10:21 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز، وفي انتظار جديدك الأروع والمميز.. لك مني أجمل التحيات، وكل التوفيق لك يا رب.

اشراق
10-02-2022, 10:31 AM
جزاك الله خير الجزاء
ورفع قدرك واسعدك بالدنيآ والآخرة
وجعله في ميزان حسناتك..

شيخة الزين
10-02-2022, 12:19 PM





طرٍح رٍآئع كَ ع ـآدتك ...
يتمـآيل آليـآسمين شذى بجمـآل متصفحك ..
ؤتترٍآقص آلـ ؤرٍؤد متعطرة برٍؤعة مَ طرحته أنـآملك
لرٍؤحك أطيب آلـ ؤرٍد ؤأكـآليل آلـ زهرٍ

معطرٍة برٍقةرٍؤحك

https://upload.3dlat.com/uploads/13612773802.gif





عاشق الليل
08-17-2023, 01:02 PM
..





جزَآك آللَه خَيِرا
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله

http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14025248457.gif

سمير العباسي
09-08-2023, 11:11 PM
http://up.anin-ro7.com/do.php?img=6527

ميرا
01-18-2024, 12:21 AM
بارك الله فيك وعافاك
على الموضوع القيم
وجعله في ميزان حسناتك

https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/239.gif