انين الروح
06-20-2022, 02:48 PM
دُعَاءُ الرُّكوبِ
رَوَى التِّرْمِذِيُّ- وَقَالَ: حَسَنٌ صَحيحٌ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، قَالَ: «بِسْمِ اللهِ ثَلَاثًا»، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا، قَالَ: «الحَمْدُ لِلهِ»، ثُمَّ قَالَ: ﴿ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ [الزخرف: 13، 14]، ثُمَّ قَالَ: «الحَمْدُ لِلهِ ثَلَاثًا، وَاللهُ أَكْبَرُ ثَلَاثًا، سُبْحَانَكَ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»، ثُمَّ ضَحِكَ، قُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ»[1].
معاني الكلمات:
بِدَابَّةٍ: الدابة هي كل ما يدب على الأرض من ذوات الأربع.
الرِّكَابِ: أي السُّرج الذي تُوضع فيه الرِّجل.
اسْتَوَى: أي استقرَّ.
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا ﴾: أي أسبح الله الذي جعل هذا مسخرًا مهيَّئًا لنا.
﴿ وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴾:أي مطيقين طائعين.
﴿ وإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾: أي راجعون إليه في الآخرة.
ظَلَمْتُ نَفْسِي: أي بارتكاب الذنوب والمعاصي، وهذا اعتراف بالتقصير.
المعنى العام:
لقد ضرب لنا الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في محبة النَّبِي صلى الله عليه وسلم والامتثال لأمره، فهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أُتيَ بدابة ليركبها، فلما وضع رِجله في السُّرج:
1- قال: «بسم الله» ثلاثًا.
2- لما استقرَّ فوقها قال: «الحمد لله».
3- ثم قرأ قوله تعالى: ﴿ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ [الزخرف: 13، 14].
4- ثُمَّ قَالَ: «الحَمْدُ لِلهِ ثَلَاثًا، وَاللهُ أَكْبَرُ ثَلَاثًا، سُبْحَانَكَ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ».
5- ثم ضحِك.
فسأله عليُّ بن ربيعة عَنْ سبب ضحِكه، فقال له: إنما ضحكت؛ لأن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضحك في هذا الموطن، فسأل النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَنْ سبب ضحكه، فقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ».
فائدة: العَجَب نوعان:
أحدهما: أن يكون صادرا عَنْ خفاء الأسباب على المتعجِّب، فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النوع مستحيل على الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء.
الثاني: أن يكون سببه خروج الشيء عَنْ نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجِّب، وهذا هو الثابت لله تعالى.
الفوائد المستنبطة من الحديث:
1- إثبات صفة العجَب لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله سبحانه.
2- استحباب الدُّعَاء بهذا الذِّكْر عند ركوب الدابة.
3- عظيم حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم مما جعلهم يتابعونه في كل شيء.
4- تواضع علي بن أبي طالبرضي الله عنه مع المسلمين مع كونه أميرهم.
5- استحباب الضحك بعد ذكر دُعَاء الركوب.
6- فضيلة مصاحبة العلماء.
7- سعة رحمة الله سبحانه وتعالى؛ حيث سخَّر لنا المخلوقات لخدمتنا.
[1] صحيح: رواه الترمذي (3451)، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني (3446).
رَوَى التِّرْمِذِيُّ- وَقَالَ: حَسَنٌ صَحيحٌ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، قَالَ: «بِسْمِ اللهِ ثَلَاثًا»، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا، قَالَ: «الحَمْدُ لِلهِ»، ثُمَّ قَالَ: ﴿ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ [الزخرف: 13، 14]، ثُمَّ قَالَ: «الحَمْدُ لِلهِ ثَلَاثًا، وَاللهُ أَكْبَرُ ثَلَاثًا، سُبْحَانَكَ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»، ثُمَّ ضَحِكَ، قُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ»[1].
معاني الكلمات:
بِدَابَّةٍ: الدابة هي كل ما يدب على الأرض من ذوات الأربع.
الرِّكَابِ: أي السُّرج الذي تُوضع فيه الرِّجل.
اسْتَوَى: أي استقرَّ.
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا ﴾: أي أسبح الله الذي جعل هذا مسخرًا مهيَّئًا لنا.
﴿ وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴾:أي مطيقين طائعين.
﴿ وإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾: أي راجعون إليه في الآخرة.
ظَلَمْتُ نَفْسِي: أي بارتكاب الذنوب والمعاصي، وهذا اعتراف بالتقصير.
المعنى العام:
لقد ضرب لنا الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في محبة النَّبِي صلى الله عليه وسلم والامتثال لأمره، فهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أُتيَ بدابة ليركبها، فلما وضع رِجله في السُّرج:
1- قال: «بسم الله» ثلاثًا.
2- لما استقرَّ فوقها قال: «الحمد لله».
3- ثم قرأ قوله تعالى: ﴿ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ [الزخرف: 13، 14].
4- ثُمَّ قَالَ: «الحَمْدُ لِلهِ ثَلَاثًا، وَاللهُ أَكْبَرُ ثَلَاثًا، سُبْحَانَكَ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ».
5- ثم ضحِك.
فسأله عليُّ بن ربيعة عَنْ سبب ضحِكه، فقال له: إنما ضحكت؛ لأن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضحك في هذا الموطن، فسأل النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَنْ سبب ضحكه، فقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ».
فائدة: العَجَب نوعان:
أحدهما: أن يكون صادرا عَنْ خفاء الأسباب على المتعجِّب، فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النوع مستحيل على الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء.
الثاني: أن يكون سببه خروج الشيء عَنْ نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجِّب، وهذا هو الثابت لله تعالى.
الفوائد المستنبطة من الحديث:
1- إثبات صفة العجَب لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله سبحانه.
2- استحباب الدُّعَاء بهذا الذِّكْر عند ركوب الدابة.
3- عظيم حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم مما جعلهم يتابعونه في كل شيء.
4- تواضع علي بن أبي طالبرضي الله عنه مع المسلمين مع كونه أميرهم.
5- استحباب الضحك بعد ذكر دُعَاء الركوب.
6- فضيلة مصاحبة العلماء.
7- سعة رحمة الله سبحانه وتعالى؛ حيث سخَّر لنا المخلوقات لخدمتنا.
[1] صحيح: رواه الترمذي (3451)، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني (3446).