المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا أَقْرأُ القرآن (نِيَّات قراءة القرآن)


نبض المشاعر
04-03-2024, 08:30 PM
لماذا أَقْرأُ القرآن (نِيَّات قراءة القرآن)

من فضائل شهر رمضان أن الله - عز وجل - أنزل فيه القرآن، كما قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

فرمضان هو شهر القرآن، وقد كان جبريل - عليه السلام - يدارس النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن في رمضان.

كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل - عليه السلام- يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة".

قال ابن رجب - رحمه الله -:
دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له؟ وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان.

وهكذا كان حال السلف مع القرآن في رمضان:
فها هو الإمام مالك - رحمه الله -: إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث، ومجالس العلم وأقبل على قراءة القرآن في المصحف.

وكان قتادة - رحمه الله -: يختم القرآن في كل سبع ليال دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث وفى العشر الأخير منه في كل ليلة.

وكان الشافعي - رحمه الله -: يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمه.

ويبقى السؤال: لماذا أَقْرأُ القرآن؟ ما هي النِيَّات التي استحضرها عند قراءتي للقرآن؟

والجواب:
1- أَقْرأُ القرآن لأنه شفاء:
قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً ﴾ [الإسراء: 82].

وأخرج البخاري عن عائشة - رضي الله عنها -: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أَقْرأُ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها".

2- أَقْرأُ القرآن لأن الله - تعالى - يُفرِّج به الهم، ويُذْهِب به الغموم:
أخرج الإمام أحمد وابن حبان بسند صحيح صححه الألباني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أصاب أحداً قط همُّ ولا حزنٌ، فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو علَّمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همِّي؛ إلا أذهب الله همَّهُ وحزنه، وأبدله مكانه فرحاً. فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلَّمها، فقال: بلى. ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها".

3- أَقْرأُ القرآن لأنه سبب لنزول السكينة وغشيان الرحمة:
فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمَن عنده".

4- أَقْرأُ القرآن حتى يكون نوراً لي في الدنيا وذخراً لي في الآخرة:
فقد أخرج ابن حبان بسند حسن عن أبي ذر - رضى الله عنه - قال: "قلت: يا رسول الله أوصني، قال: عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله، قلت: يا رسول الله زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء".

5- أَقْرأُ القرآن حتى يُزاد لي في الإيمان:
فمَن أراد زيادة الإيمان يوماً بعد يوم فعليه بكتاب الله، فقد قال تعالى: ﴿ َإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً ﴾ [الأنفال: 2]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [التوبة: 124].

وفى "نزهة الفضلاء" (1/ 383) يقول جندب - رضى الله عنه -: "كنا غلماناً حزاورة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتعلَّمنا الإيمان قبل أن نتعلَّم القرآن ثم تعلَّمنا القرآن فازددنا به إيماناً".

• الحزاورة: جمع حزور، وهو الغلام إذا قارب البلوغ.

6- أَقْرأُ القرآن حتى لا أُكْتَب من الغافلين:
فقد أخرج الحاكم عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ولو قرأ مائة آية كُتِبَ من القانتين".

فقد أخرج الحاكم أيضاً عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يُكْتَب من الغافلين، ومَن قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين".

7- أَقْرأُ القرآن حتى أتحَّصل على جبال من الحسنات:
فقد أخرج الترمذي عن عبدالله بن مسعود - رضى الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ال-م حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"[1].

8- أَقْرأُ القرآن لأنه خير من الدنيا وما فيها:
إذا فرح أهل الدنيا بدنياهم، وأهل المناصب بمناصبهم، وأهل الأموال بأموالهم، فجدير أن يفرح حامل القرآن بكلام الله الذي لا توازيه الدنيا بكل ما فيها من متاع زائل.

أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"أيحبُّ أحدُكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان؟ قلنا: نعم. قال: فثلاث آيات يقرأ بهم أحدكُم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان".

وأخرج مسلم عن عقبة بن عامر - رضى الله عنه - قال: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في الصفة، فقال: أيكم يحبُّ أن يغدو كل يوم إلى بُطْحَانَ أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كَوْمَاوَيْن في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله كلنا يحب ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعْلمُ أو فيقرأُ آيتين من كتاب الله - تعالى - خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ من ثلاث، وأربعٌ خيرٌ من أربع ومن أعْدادِهن من الإبل".

• بُطْحَانَ: موضع بالمدينة - الكَوْمَاءُ: هي العظيمة السنام من الإبل.

9- أَقْرأُ القرآن حتى يفتح على أبواب الخير الكثيرة:
فقد أخرج الترمذي عن أنس - رضى الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن قرأ "قل يا أيها الكافرون" عدلت له ربع القرآن، ومَن قرأ "قل هو الله أحد" عدلت له ثلث القرآن"[2].

وفي "صحيح البخاري ومسلم" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "َمن قرأ الآيتين من أخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".

وأخرج الإمام أحمد و النسائي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة"[3].

وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"مَن قرأ "قل هو الله أحد" حتى يختمها عشر مرات بنى الله له بيتاً في الجَنَّة" (صحيح الجامع: 6472).

10- أَقْرأُ القرآن حتى يُحِبُّني الله - عز وجل - وأكون من أهله:
فقد أخرج الإمام مسلم عن عائشة - رضي الله عنها -:
"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ فلما رجعوا ذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن: فأنا أحب أن أَقْرأُ بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أخبروه أن الله يحبه".

دحومي
04-03-2024, 09:15 PM
طرح مميز
جزاك الله خير
جعلها الله اعمالا تثقل موازين
اعمالك الصالحة
يعطيك الف عافيه.

ميرا
04-03-2024, 09:40 PM
شكرا على الموضوع
في انتظار جديدك الأروع
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك

اشراق
04-05-2024, 01:22 AM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
لك خالص احترامي

محروم
04-05-2024, 07:50 PM
يعَطَيَكَ اَلَعَآفَيَـهَ عَلَىَّ اَلَإنَتَقَآء اَلَرَوًّعَـهَ
شَكَرَاًَ لَكَ مَنَ اَلَقَلَبَ عَلَىَّ هَذآ اَلَمَجَهَُوًّدَ ,
مَاَأنَحَرَمَ مَنَ عَطَـآءكَ اَلَمَمَيَزَّ يََ رَبَ !
دَمَتَ بَحَفَظَ اَلَلَهَ وًّرَعَآيَتَهَ

شجون الليل
04-06-2024, 11:25 PM
سلمت اناملك لروعـة طرحك
وكل الثنـاء لجميـل آنتقائــك

نورس
04-09-2024, 10:23 PM
كل الشكر لكـِ
ولهذا الموضوع الرائع
الله يعطيكـِ العافيه يارب
خالص مودتى لكـِ
وتقبلوا ودي.

اماني
04-10-2024, 12:06 AM
يتجسد الابداع دائما في مواضيعك
عندما يكون لها هذا التميز
مجهود جدا رائع..
تحياتي لك