المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قدسية رمضان وحرمة الصيام


نبض المشاعر
03-11-2024, 02:55 PM
الحمد لله ذي الفضل والإنعام، والشكر له على ما أولى من الفضائل والإحسان، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه.



أما بعد:

فإن الله بحكمته وإحسانه يفضِّل من مخلوقاته ما يشاء، فيختار ويصطفي ويفضِّل من الأشخاص والأزمان والأماكن ما يشاء سبحانه، كما يدل عليه قوله تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68].



ومن الأزمان المعظمة المقدسة: شهر رمضان المبارك، فخيَّره الله على غيره من الشهور واختصه بأمور ليست في غيره، ففيه أنزل القرآن، وفيه نُبِّئ رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام، وفيه عبادات مخصوصة به، وفيه من الرحمة والخيرات والبركات ما ليس في غيره.



ولما كان رمضان وصيامه بهذه المنزلة الشريفة، جاءت التوجيهات النبوية مؤكدةً على قدسيته وما ينبغي من رعاية حرمته.

ومن ذلك ما ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يَسْخَب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم " رواه البخاري ومسلم.



قال العلماء: الصيام جُنة بمعنى أنه يتوقَّى به الصائم من الآثام وهو سترُ للصائم من النار، فينبغي للصائم أن يصونه مما يهتكه أو يفسده وينقص ثوابه، وفسره بقوله: "فلا يرفث": أي ليجتنب الأمور الفاحشة من الأقوال والأفعال. وبقوله: "ولا يجهل" أي: لا يفعل شيئاً من أفعال أهل الجهل كالصياح والسَّفه ونحو ذلك. وأن يتحلَّى بوقار الصيام من الحلم والرفق والأناة، ولا يُفهم من هذا أن غير الصوم يباح فيه ما ذُكر، وإنما المراد أن المنع من ذلك يتأكد بالصوم.



ولما كان لشهر رمضان والصيام فيه غايات سامية ثمرتها تقوى الله كما دلَّ عليه قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183] فإن من لم يحافظ على طُهر الصيام وعلى قدسية رمضان فإنه بعيدٌ عن تحقيق هذا المقصد السامي الأعظم الذي نبَّهت إليه الآية الكريمة، وهذا يستلزم حرص الناس على السمت والمسلك العام في المجتمع بعيداً عن المجاهرة بالآثام، أو هتك حُرمة الصيام.



وهذا ما يشير إليه ما ثبت في صحيح البخاري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ لم يَدَعْ قول الزُّور والعمل به والجهل، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه ".

والمراد بقول الزور: الكذب، والجهل: السفه، والعمل به أي بمقتضاه.



قال العلماء: ليس معناه أن يدع صيامه، وإنما معناه التحذير من قول الزور وما ذكر معه. وأما قوله: "فليس لله حاجة" فتأكيدٌ لأن يؤدي الصائمُ صومه كما أمره الله، والله سبحانه لا يحتاج إلى شيء ولا إلى أحد، كما أخبر سبحانه عن نفسه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [العنكبوت: 6].



ومما يشير لرعاية قدسية رمضان وشرف الصوم: قول جابر رضي الله عنه: إذا صمتَ فليصُم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسَكِينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء. رواه ابن أبي شيبة.



وفي ضوء ما تقدم: كان حريَّاً بكل مسلم ومسلمه الحفاظ على قدسية رمضان وصيامه، وأن يتوقَّى الإخلال بطُهره وحُرمته وشرفه، فإن الأجور فيه عظيمة، ولا يصلح بحال أن يضيع عليه هذا الموسم الشريف دون اغتنام حسناته، فضلاً عن أن يأتي فيه بضد ذلك من الذنوب والآثام.



وفقنا الله جميعاً لاغتنام الخيرات وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وكتب لنا العتق من النار ووالدينا وأهلينا وذرياتنا والمسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

محروم
03-11-2024, 03:07 PM
يعَطَيَكَ اَلَعَآفَيَـهَ عَلَىَّ اَلَإنَتَقَآء اَلَرَوًّعَـهَ
شَكَرَاًَ لَكَ مَنَ اَلَقَلَبَ عَلَىَّ هَذآ اَلَمَجَهَُوًّدَ ,
مَاَأنَحَرَمَ مَنَ عَطَـآءكَ اَلَمَمَيَزَّ يََ رَبَ !
دَمَتَ بَحَفَظَ اَلَلَهَ وًّرَعَآيَتَهَ

عاشقة ﺂلبڪاء
03-12-2024, 02:52 AM
سلمت الأنامل ويعطيك العافيه لروعة طرحك
إنتقاء ثريّ بالجمـال والروعــه
يعطيك ربي العافيه ويسعدك
بانتظارجديدك بكل شوق

اشراق
03-12-2024, 11:14 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
لك خالص احترامي

نبض المشاعر
03-18-2024, 01:51 PM
كل الشكر لمرورك الراقي اشراق

نبض المشاعر
03-18-2024, 01:51 PM
كل الشكر لمرورك الراقي محروم

نبض المشاعر
03-18-2024, 01:51 PM
كل الشكر لمرورك الراقي عاشقة البكاء

دلع
03-18-2024, 05:10 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك .

نبض المشاعر
03-19-2024, 02:20 PM
كل الشكر لمرورك الراقي دلع