اشراق
02-25-2024, 07:53 AM
https://i.pinimg.com/564x/5e/05/1d/5e051d431e88686e18d84c276af3b801.jpg
نحن نعتقد أن الله تعالى حكيم في كل ما يصدر عنه، منزه عن العبث، وقد
شاءت إرادته أن يجعل القرآن سوراً، ولم يجعله باباً واحداً، ولابد أن يكون
ذلك منه عن قصد وتدبير، وحكمة وتقدير، وأسرار هو أعلم بها.
غير أن هذا الاعتقاد لا ينافيه أن نقول بوجود حكم وفوائد يمكن للعقل أن
يستشفها أو يدركها. قد تكون هي الأسباب التي جاء القرآن من أجلها سوراً،
وقد لا تكون، باعتبارها ليست أموراً شرعية منصوصة بل هي قضايا تتوقف
على فهم روح الرسالة ومنهج القرآن وطبيعة المجتمعات.
وإذا لم يكن ما سنذكره أسباب جعل القرآن سوراً، فلعلها من جملة تلك الأسباب:
•التعجيز: فقد تحدى القرآن الكريم أن يؤتى بسورة من مثله دونما تعيين، ولما
كانت سوره الشريفة مختلفة في عدد آياتها، ومتباينة في موضوعاتها التي
عالجتها، وضروب وأساليب البلاغة وصور الفصاحة التي تضمنتها، فصارت سورة
الكوثر بآياتها الثلاث، معجزة كإعجاز سورة البقرة، مما يدل على أن الإعجاز
في القرآن غير متوقف على طول أو قصر السورة، ولا على موضوع التشريع،
أو أسلوب القصة أو أخبار الحشر والنشر والأمم الغابرة،
https://2.bp.blogspot.com/-aXou92w5qGg/T4REuPfAC1I/AAAAAAAAIuo/xwu7jJ0qj04/s1600/heart.gif
ولا على براهين العقيدة العقلية وما إلى ذلك. بل كل سورة في القرآن موضع
تحدٍ ومعجزة، وكل سور القرآن معجزات رغم التباين فيما بينها. فهذه السور
أظهرت إعجاز القرآن بصورة أشد وأقوى، بخلاف ما لو لم يكن القرآن سوراً، فقد
يكون من الممكن أن يلتمس بعضهم المعاذير، لضخامة محل التحدي، ولوسعة
وتعدد مواضيعه، فيضعف وجه الإعجاز، إذ أن تحدي الناس أو الإنس والجن بأية
سورة من السور أظهر للإعجاز وأنكل في التعجيز من تحديدهم بمجموع السور
مجتمعة.
•التيسير: إن من يستظهر سورة كاملة من القرآن يكون عادة أنشط في استظهار
سورة أخرى، وأبعث على إدامة واستمرار الاستظهار من أن يستظهر القرآن كله،
باباً واحداً، أو متصلاً دون تفصيل. إذ أن السور تبعث التدرج في الاستظهار وتيسره
على الحفّاظ.
https://2.bp.blogspot.com/-aXou92w5qGg/T4REuPfAC1I/AAAAAAAAIuo/xwu7jJ0qj04/s1600/heart.gif
•التشويق: إن من يقرأ أو يحفظ سورة مستقلة يعتز بها ويعظم شأنه، إذ يكون قد
أحرز قطعة كاملة من القرآن الكريم، فيجد إلى تلاوة أو استظهار غيرها بشوق ورغبة.
•التبويب: إن اختلاف مواضيع وأهداف السور الكريمة، وتباين النواحي البلاغية والبيانية
التي تعرضت إليها، وتفاوت الأساليب النظمية، والتصويرات الحسية التي شاعت بين
آياتها، لزم أن تحفظ كل سورة من سور القرآن الكريم بمضامينها ومعالمها الخاصة،
واستقلالها عن سائر السور. فالقارئ للقرآن الكريم يجد في كل سورة عبيراً، وفي كل
آية نفحة تشيع فيه إحساساً خاصاً، فسورة " يوسف " تترجم عن قصته، وهي وإن
زادت على مائة آية إلا أنها لم تذكر جنة ولا ناراً. وسورة " المجادلة " ضمت كل آية
فيها اسمه تعالى، وسورة " المنافقين " تترجم عن سيكولوجية النفاق، وتفضح مكائد
المنافقين وتكشف أساليب خداعهم ومكرهم وهكذا.
https://2.bp.blogspot.com/-aXou92w5qGg/T4REuPfAC1I/AAAAAAAAIuo/xwu7jJ0qj04/s1600/heart.gif
نحن نعتقد أن الله تعالى حكيم في كل ما يصدر عنه، منزه عن العبث، وقد
شاءت إرادته أن يجعل القرآن سوراً، ولم يجعله باباً واحداً، ولابد أن يكون
ذلك منه عن قصد وتدبير، وحكمة وتقدير، وأسرار هو أعلم بها.
غير أن هذا الاعتقاد لا ينافيه أن نقول بوجود حكم وفوائد يمكن للعقل أن
يستشفها أو يدركها. قد تكون هي الأسباب التي جاء القرآن من أجلها سوراً،
وقد لا تكون، باعتبارها ليست أموراً شرعية منصوصة بل هي قضايا تتوقف
على فهم روح الرسالة ومنهج القرآن وطبيعة المجتمعات.
وإذا لم يكن ما سنذكره أسباب جعل القرآن سوراً، فلعلها من جملة تلك الأسباب:
•التعجيز: فقد تحدى القرآن الكريم أن يؤتى بسورة من مثله دونما تعيين، ولما
كانت سوره الشريفة مختلفة في عدد آياتها، ومتباينة في موضوعاتها التي
عالجتها، وضروب وأساليب البلاغة وصور الفصاحة التي تضمنتها، فصارت سورة
الكوثر بآياتها الثلاث، معجزة كإعجاز سورة البقرة، مما يدل على أن الإعجاز
في القرآن غير متوقف على طول أو قصر السورة، ولا على موضوع التشريع،
أو أسلوب القصة أو أخبار الحشر والنشر والأمم الغابرة،
https://2.bp.blogspot.com/-aXou92w5qGg/T4REuPfAC1I/AAAAAAAAIuo/xwu7jJ0qj04/s1600/heart.gif
ولا على براهين العقيدة العقلية وما إلى ذلك. بل كل سورة في القرآن موضع
تحدٍ ومعجزة، وكل سور القرآن معجزات رغم التباين فيما بينها. فهذه السور
أظهرت إعجاز القرآن بصورة أشد وأقوى، بخلاف ما لو لم يكن القرآن سوراً، فقد
يكون من الممكن أن يلتمس بعضهم المعاذير، لضخامة محل التحدي، ولوسعة
وتعدد مواضيعه، فيضعف وجه الإعجاز، إذ أن تحدي الناس أو الإنس والجن بأية
سورة من السور أظهر للإعجاز وأنكل في التعجيز من تحديدهم بمجموع السور
مجتمعة.
•التيسير: إن من يستظهر سورة كاملة من القرآن يكون عادة أنشط في استظهار
سورة أخرى، وأبعث على إدامة واستمرار الاستظهار من أن يستظهر القرآن كله،
باباً واحداً، أو متصلاً دون تفصيل. إذ أن السور تبعث التدرج في الاستظهار وتيسره
على الحفّاظ.
https://2.bp.blogspot.com/-aXou92w5qGg/T4REuPfAC1I/AAAAAAAAIuo/xwu7jJ0qj04/s1600/heart.gif
•التشويق: إن من يقرأ أو يحفظ سورة مستقلة يعتز بها ويعظم شأنه، إذ يكون قد
أحرز قطعة كاملة من القرآن الكريم، فيجد إلى تلاوة أو استظهار غيرها بشوق ورغبة.
•التبويب: إن اختلاف مواضيع وأهداف السور الكريمة، وتباين النواحي البلاغية والبيانية
التي تعرضت إليها، وتفاوت الأساليب النظمية، والتصويرات الحسية التي شاعت بين
آياتها، لزم أن تحفظ كل سورة من سور القرآن الكريم بمضامينها ومعالمها الخاصة،
واستقلالها عن سائر السور. فالقارئ للقرآن الكريم يجد في كل سورة عبيراً، وفي كل
آية نفحة تشيع فيه إحساساً خاصاً، فسورة " يوسف " تترجم عن قصته، وهي وإن
زادت على مائة آية إلا أنها لم تذكر جنة ولا ناراً. وسورة " المجادلة " ضمت كل آية
فيها اسمه تعالى، وسورة " المنافقين " تترجم عن سيكولوجية النفاق، وتفضح مكائد
المنافقين وتكشف أساليب خداعهم ومكرهم وهكذا.
https://2.bp.blogspot.com/-aXou92w5qGg/T4REuPfAC1I/AAAAAAAAIuo/xwu7jJ0qj04/s1600/heart.gif