المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الْقَادِرُ - الْقَدِيرُ - الْمُقْتَدِرُ جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ


ميرا
02-13-2024, 07:43 PM
الدِّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (القَادِرِ):

القَادِرُ في اللُّغَةِ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ قَدَرَ يَقْدِرُ فَهُوَ قَادِرٌ، يُقَالُ: قَدَرْتُ الأَمْرَ أقْدُرُهُ وأُقَدِّرُه إذا نَظَرْتَ فِيه ودَبَّرْتَه.
وَقدْرُ كُلِّ شَيْءٍ وَمِقْدَارُه مِقْيَاسُهُ، وقَدَرَ الشَّيْءَ بالشَّيْءِ وقَدَّرَهُ قَاسَهُ.

والتَّقْدِيرُ عَلَى وُجُوهٍ مِنَ المعَانِي، أَحَدِها: التَّرْوِيَةُ والتَّفْكِيرُ في تَسْوِيَةِ أَمْرٍ وَتَهْيِئَتِهِ، والثَّانِي: تَقْدِيرُهُ بِعَلَامَاتٍ يَقْطَعُهُ عليها، والثَّالِثِ: أَنْ تَنْوِيَ أَمْرًا بِعَقْدِكَ تَقُولُ: قَدَّرْتُ أَمْرَ كذا وكذا أَيْ نَوَيْتُه وعَقدْتُ عَلَيهِ، ويُقَالُ: قَدَرْتُ لأَمْرِ كذا أَقَدِرُ لَه إِذا نَظَرْتَ فيه ودَبَّرْتَه وقَايَسْتَه[1].

والقَادِرُ سبحانه وتعالى هُوَ الذِي يُقَدِّرُ المقَادِيرَ في عِلْمِهِ، وعِلْمُهُ المرتبةُ الأُولَى مِنْ قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، فاللهُ عز وجل قَدَّرَ كُلَّ شَيْءٍ قَبْلَ تَصْنِيعِهِ وتَكوِينِهِ، ونَظَّمَ أُمُورَ الخَلْقِ قَبْلَ إيجادِهِ وإمْدَادِهِ، ثُمَّ كَتَبَ فِي اللَّوْحِ هَذِهِ الَمعْلُومَاتِ وَدَوَّنَها بالقَلَمِ فِي كَلِمَاتٍ، وَكُلُّ مَخْلُوقٍ مَهْمَا عَظُمَ شَأْنُهُ أَوْ قَلَّ حَجْمُهُ كَتَبَ اللهُ مَا يَخُصُّهُ في اللَّوْحِ المحْفُوظِ، ثُمَّ يَشَاءُ بِحِكْمَتِهِ وقُدْرَتِهِ أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ وَاقِعًا عَلَى مَا سَبَقَ فِي تَقْدِيرِه، ولذلكَ فَإِنَّ القَدَرَ عِنْدَ السَّلَفِ مَبْنِيٌّ عَلَى التَّقْدِيرِ والقُدْرَةِ، فَبِدَايَتُه فِي التَّقْدِيرِ وهو عِلْمُ حِسَابِ المقَادِيرِ، أو العِلْمِ الجَامِعِ التَّامِّ لحِسَابِ النِّظَامِ العَامِ الذي يَسيرُ عليه الكونُ مِنْ بِدَايَتِهِ إلى نِهَايَتِهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ [الحجر: 21].

وَقَالَ أَيْضًا: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾ [الأحزاب: 38].
وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 3].

وَعِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرِوٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخَلائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَعَرْشُهُ عَلَى المَاءِ»[2]، وفي رواية الترمذي: «قَدَّرَ اللهُ الَمَقَادِيرَ قَبْل أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلفَ سَنَةٍ»[3].

فالقَادِرُ هُوَ الذِي قَدَّرَ المقَادِيرَ قَبْلَ الخَلْقِ والتَّصْوِيرِ، والقَادِرُ دِلَالتُه تَتَوَجَّهُ إلى المرتبةِ الأولَى مِنْ مَرَاتِبِ القَدَرِ، وهي العِلْمُ والتَّقْدِيرُ وإِمْكَانِيَّةُ تَحْقِيقِ الُمقَدَّرِ، ولذلكَ قَالَ تَعَالَى: ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾ [يس: 81].

وَقَالَ سُبْحَانَهُ أَيْضًا: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ﴾ [المعارج: 40، 41]، فالآياتُ تَتَعَلَّقُ بإمْكَانِيَّةِ تَحْقِيقِ المقَدَّرِ.

وقَالَ أيضًا: ﴿وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ﴾ [المؤمنون: 95].

الدِّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (القَدِيرِ):
القَدِيرُ في اللُّغَةِ مِنْ صِيَغِ المبَالَغَةِ، فَعِيل مِنْ القَادِرِ، فِعْلُهُ قَدَّرَ يُقَدِّرُ تَقْدِيرًا.

قال ابنُ مَنْظُورٍ: «القَادِرُ والقَدِيرُ مِنْ صِفَاتِ اللهِ عز وجل يَكُونَانِ مِنَ القُدْرَةِ وَيَكُونَانِ مِنَ التَّقْدِيرِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 148] مِنَ القُدْرَةِ، فاللهُ عز وجل عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ، واللهُ سُبْحَانَهُ مُقَدِّرُ كُلِّ شَيْءٍ وَقَاضِيهُ»[4].

قَالَ ابنُ الأثيرِ: «في أسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى القَادِرُ والُمقْتَدِرُ والقَدِيرُ، فالقَادِرُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ قَدَرَ يَقْدِرُ، والقَدِيرُ فَعِيلٌ مِنْهُ، وَهُوَ للمُبَالَغَةِ، والمقْتَدِرُ مُفْتَعِلٌ مِنِ اقْتَدَرَ، وَهُوَ أَبْلَغُ»[5].

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: «القَدِيرُ أَبْلَغُ فِي الوَصْفِ مِنَ القَادِرِ؛ لأَنَّ القَادِرَ اسْمُ الفَاعِلِ مِنْ قَدَرَ يَقْدِرُ فَهُوَ قَادِرٌ، وَقَدِيرٌ فَعِيلٌ، وَفَعِيلٌ مِنْ أَبْنِيَةِ المبَالَغَةِ»[6].

والقَدِيرُ سبحانه وتعالى هُوَ الذِي يَتَوَلَّى تَنْفِيذَ المقَادِيرِ، ويَخْلُقُهَا عَلَى ما جَاءَ في سَابِقِ التَّقْدِيرِ؛ فَمَرَاتِبُ القَدَرِ أَرْبَعُ مَرَاتِبَ: العِلْمُ والكِتَابَةُ والمشِيئَةُ والخَلْقُ، والمقْصُودُ بهذِهِ المرَاتِبِ المراحِل التي يَمُرُّ بها المخْلُوقُ مِنْ كَوْنِهِ مَعْلُومَةٌ فِي عِلْمِ اللهِ في الأزلِ إلى الوَاقِعِ المشهودِ، وهذه المراحلُ تُسَمَّى عِنْدَ السَّلَفِ الصَّالِحِ مَرَاتِبَ القَدَرِ، فَلا بُدَّ لخَلْقِ الشَّيْءِ وصِنَاعَتِهِ مِنَ العِلْمِ والكِتَابَةِ والمشِيئَةِ ومُبَاشَرَةِ التَّصْنِيعِ والفِعْلِ، وللهِ الَمثَلُ الأَعْلَى إذا كَانَ الُمصَنِّعُ الذي يُشَيِّدُ البُنْيَانَ لا بُدَّ أَنْ يَبْدَأَ مَشْرُوعَهُ أَوَّلًا بِفِكْرَةٍ فِي الأذْهَانِ، ومَعْلُومَاتٍ مَدْرُوسَةٍ بِدِقَّةٍ وَإِتْقَانٍ، دَرَسَها جَيِّدًا وَقَامَ بِتَقْدِيرِ حِسَابَاتِهِ، وضَبْطِ أُمُورِهِ وإِمْكَانِيَّاتِهِ، ثُمَّ يَقُوُمُ بِكِتَابَةِ هَذِهِ المعْلُومَاتِ، ويَخُطُّ لها في بِضْعِ وَرَقَاتٍ، أَنْوَاعًا مِنَ الرُّسُومَاتِ، التي يُمْكِنُ أَنْ يُخَاطِبَ مِنْ خِلَالِها مُخْتَلَفِ الجِهَاتِ، ثُمَّ يَتَوَقَّفُ الأَمْرُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مَشِيئَتِهِ أَوْ إِرَادَتِهِ فِي التَّنْفِيذِ، وتَوْقِيتِ الفِعْلِ إِنْ تَوَفَّرَتْ لَدَيْهِ القُدْرَةُ والإمْكَانِيَّاتُ، ثُمَّ يَبْدَأُ فِي التَّنْفِيذِ إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ البُنْيَانُ، كَمَا قَدَّرَ لَهُ فِي الأَذْهَانِ، فإذا كَانَتْ هَذِهِ مَرَاحِلَ تَصْنِيعِ الأشْيَاءِ بَيْنَ المخْلُوقَاتِ بِحُكْمِ العَقْلِ والفِطْرَةِ، فاللهُ سُبْحَانَهُ وله المثَلُ الأَعْلَى مُنْفَرِدٌ بِمَرَاتِبِ القَضَاءِ والقَدَرِ مِنْ بَابِ أَوْلَى، وهي عِنْدَ السَّلَفِ الَمرَاحِلُ التي يَمُرُّ بِهَا المخْلُوقُ مِنَ العِلْمِ الأَزَلِي إلى أَنْ يُصْبِحَ وَاقِعًا مَخْلُوقًا مَشْهُودًا، أَوْ مِنَ التَّقْدِيرِ إلى المقْدُورِ، وهي عندهم أَرْبَعُ مَرَاتِبَ تَشْمَلُ كُلَّ صَغِيرَةٍ وكَبِيرَةٍ فِي الوُجُودِ[7].

اشراق
02-14-2024, 09:21 AM
https://www.khlgy.com/do.php?img=132187

محروم
02-14-2024, 05:29 PM
يعَطَيَكَ اَلَعَآفَيَـهَ عَلَىَّ اَلَإنَتَقَآء اَلَرَوًّعَـهَ
شَكَرَاًَ لَكَ مَنَ اَلَقَلَبَ عَلَىَّ هَذآ اَلَمَجَهَُوًّدَ ,
مَاَأنَحَرَمَ مَنَ عَطَـآءكَ اَلَمَمَيَزَّ يََ رَبَ !
دَمَتَ بَحَفَظَ اَلَلَهَ وًّرَعَآيَتَهَ

سمير العباسي
02-15-2024, 04:45 AM
http://up.anin-ro7.com/do.php?img=6527

روزانا السعدى
02-16-2024, 08:38 AM
بارك الله بكم
على المجهود الطيب
وشكراعلى جميل الإفادة
بطيب حرفكم
رزقكم الله نعيم الدنيا والأخرة
دمتم بحفض الله

رهام
02-18-2024, 08:00 PM
*
*
*
*
*

طــرح رائـع
بارك الله فيك واثابك الجنه
جزاك الله خيرا
ورزقنا باب من ابواب الجنه
وجعله في ميزان حسناتك
دمت برضى الله
*
*
*
*
*
رهام

نبض المشاعر
02-21-2024, 08:16 PM
نسأل الله أن نكون منهم

شكرا لك وجزيت خيرا

دحومي
02-24-2024, 10:14 PM
طرح قيم
جعلها الله اعمالا تثقل
موازين اعمالك الصالحة
يعطيك الف عافيه.

أوركيد
03-01-2024, 11:28 PM
--










جَزاك الله جنّةٌ عَرضها السّمواتِ والأَرض
ولا حَرمك الأجِر ..

قَلبْ
05-07-2024, 01:49 PM
بارك الله فيك
و نفعنا واياك بما جلبت

دلع
05-07-2024, 02:47 PM
جَزاكِ اللهِ خُيرِ الجَزاء
ونفِعُ بكٌ وبطِرحكَ القيَيم
ولاَ حَرمُكِ الاًجَر

أشواق
05-07-2024, 03:05 PM
جزاكك الله خير
طرح قيم
سلمت الايادي