المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النجاة من الشرور


ميرا
01-03-2024, 02:28 PM
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إنما مَثَلي ومَثَلُ ما بعثني الله به، كمَثَلِ رجُلٍ أتى قومًا فقال: يا قوم، إني رأيت الجيش بعينيَّ، وإني أنا النذير العُريان، فالنَّجاءَ، فأطاعه طائفة من قومه، فأدْلَجُوا، فانطلقوا على مَهَلِهم فنجَوا، وكذَّبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم، فصبَّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مَثَلُ مَن أطاعني فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق))[1].

هذا الحديث - عباد الله - حديث عظيم، صريح صحيح من مشكاة النبوة، من تأمَّله لَيجدَنَّ أن ما من خير إلا مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سيما في مثل هذه الأيام، وفي مثل هذه الأزمان التي طَغَتْ فيها المادة وكثُر فيها الشر، وانتشر الاغترار بما عليه أعداء الإسلام من الحضارة الزائفة، حتى صار بعض السُّذَّج من بني الإسلام تضعُف عندهم الثقة بالإسلام وما فيه من الهَدْيِ المستقيم، وقد تكالب الأعداء في تعزيز ذلك، وإضعاف الإسلام في قلوب كثير من معتنقيه، حتى ما يكون من الإسلام إلا اسمه، حتى يأتي جيل بعد ذلك يتقبل هذا الأمر بكل يُسْرٍ وسهولة.

قال عمر بن الخطاب: "نحن قومٌ أعزَّنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة من دونه، أذلَّنا الله عز وجل".

الإسلام هو الدين الحق الذي رضِيَه الله تعالى لعباده، وهو دينُ حقٍّ من عند الله عز وجل، وإن ما شرعه الله عز وجل صالح لكل زمان ومكان، أصول ثابتة محمية بحماية الله تعالى لها: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]، ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ [البقرة: 138]، ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82].

المقصود - عباد الله - أن المسلم لا يتنصَّل من الإسلام، الذي هو دينه، بل يعتز بالإسلام ويفتخر بالإسلام، ويعلم أن الإسلام هو الدين الحق، وأن العزة لا تكون إلا بالإسلام، وأن ما نراه اليوم من الذل والهوان، وانتزاع المهابة من قلوب أعدائنا لنا هو بسبب ركوننا إلى هذه الدنيا، وغلبة الشهوات والملذات والشبهات، والركون إلى أهل المعاصي والكفر، والركون إلى المعاصي والآثام: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 113]، فهؤلاء الظَّلَمة من المشركين واليهود والنصارى وغيرهم من ملل الكفر لا يريدون لنا الخير أبدًا، بل يُضمِرون الشر ويتمنَّونه لنا: ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105]، ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 109]، ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120].

عباد الله:
لو نظر أحدنا إلى واقع تلك الدول الكافرة التي اغترَّ بها مَن اغترَّ لَيجدِنَّ بعدًا عن الله عز وجل، وانحلالًا في الأخلاق، وانحدارًا في الْمُثل والقيم، واتباعًا للشهوات حبًّا عقيمًا متجذرًا للمادة، علمًا ظاهرًا بالحياة الدنيا، وغفلةً عن الآخرة، على ما هم عليه من الحضارة التي أبهرت العقول، وتقنية حديثة لمخترعات العصر، ولكن هذا لا يساوي شيئًا، إذا ما ابتعد المرء عن دين الله عز وجل واعتصم بكتاب ربه.

ثم لتعلم - رحمك الله - أن ما من شرٍّ انتشر في بلادنا إلا من جهة هؤلاء الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم؛ من جرَّاء تشبُّه كثيرٍ منا بهم وتقليد لِما هم عليه حتى على جميع المستويات كبرت أم صغرت، ألَا تجد، ألا ترى أن منا يستخدم مثل أساليبهم من المكر والخديعة، واللف والدوران والروغان، ونَسِيَ أن: ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر: 43]، حتى إن منا من يمتهن الكذب، ويزعم أن هذا من السياسة، يمشي على خُطاهم ونسِيَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].

عباد الله:
المقصود: التمسك بالإسلام والاعتزاز به لا بغيره، وأن نحذر ما عليه أعداؤنا من اليهود والنصارى والمشركون، وكذلك من اغترَّ بهم ممن هم من جِلْدَتِنا؛ فإن هؤلاء لا يريدون لنا الخير أبدًا، وأن ما من شرٍّ يقع، فهُمْ أصله: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7].

نسأل الله تعالى أن يردنا إليه ردًّا جميلًا.

محروم
01-03-2024, 05:41 PM
يعَطَيَكَ اَلَعَآفَيَـهَ عَلَىَّ اَلَإنَتَقَآء اَلَرَوًّعَـهَ
شَكَرَاًَ لَكَ مَنَ اَلَقَلَبَ عَلَىَّ هَذآ اَلَمَجَهَُوًّدَ ,
مَاَأنَحَرَمَ مَنَ عَطَـآءكَ اَلَمَمَيَزَّ يََ رَبَ !
دَمَتَ بَحَفَظَ اَلَلَهَ وًّرَعَآيَتَهَ

انين الروح
01-03-2024, 06:48 PM
يعطيك العافية علي الطرح القيم و الرائع


جزاك الله كل الخير و جعلة في ميزان


حسناتك يوم القيامة


تسلم الايادي


و بارك الله فيك


دمت بحفظ الرحمن ….

http://up.anin-ro7.com/do.php?img=8142

سمير العباسي
01-04-2024, 05:16 AM
http://up.anin-ro7.com/do.php?img=6527

ميرا
01-04-2024, 09:01 PM
اهلاً بك وبحروف ردك الجميل
اسعدني وجودك
شكراً ولاتكفي ياألق
ولك كل الرضا
مودتي

اماني
01-05-2024, 02:35 PM
يتجسد الابداع دائما في مواضيعك
عندما يكون لها هذا التميز
مجهود جدا رائع..
تحياتي لك

ساهرة الليل
01-05-2024, 02:49 PM
طرح رائع كروعة حضورك
اشكر ك علي روعة ماقدمت
من مواضيع رائعه وهامة ومفيدة
عظيم الأمتنان لكَ ولهذا الطرح
الجميل والرائع والمميز
لاحرمنا ربي باقي اطروحاتك
أرقا التحيا واعذبه

خلود المشاعر
01-06-2024, 07:39 AM
انتقاء مميز كعادتك
وهذا ماتعودناه واعتدناه منك
ربي يسعدك
تسسلم الانامل ي رب
وكل الشكر على اختيارك لمثل هالموااضيع
والله يعطيك العافيةة
كل الود والتقدير والاحترام،

قمر هادي
01-06-2024, 06:53 PM
موضوع راقي
كل الشكر للانتقاء المميز
تحياتي

دحومي
01-07-2024, 02:38 PM
طرح قيم
جعلها الله اعمالا تثقل
موازين اعمالك الصالحة
يعطيك الف عافيه.

اشراق
01-07-2024, 05:28 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
لك خالص احترامي

احمد خالد
01-07-2024, 11:33 PM
طرح جميل و راقي
يعطيك العافيه

غرام الحب
01-08-2024, 12:52 AM
*

*

*

*


طرح ممُيَّزجِدَاً وَرآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك
دُمتْ ودامَ نبضُ متصفحك
متوهّجاً بِروَعَةْ طرحك


*

*

*

*

*

رهام
01-08-2024, 08:17 AM
*
*
*
*
*

طــرح رائـع
بارك الله فيك واثابك الجنه
جزاك الله خيرا
ورزقنا باب من ابواب الجنه
وجعله في ميزان حسناتك
دمت برضى الله
*
*
*
*
*
رهام

انوار
01-08-2024, 06:06 PM
طرح في غايه الروعه والجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق

نبض المشاعر
01-09-2024, 06:56 PM
سلّمكم المولىً يً عًذبْين !
وأًثآبكم ع روعةٍ هذآ ال ْطرح
ولآحرمكم الأجرْ يً ربْ

سولاف
01-13-2024, 11:08 AM
جزآكم ربي كل خير
وجعل طرحكم بميزآن حسنآتكم يآرب

ميرا
01-23-2024, 06:46 PM
(’)
.
دَام عَطَائِكْ.. يَآطُهرْ..
وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائِكْ الْمُمَيِّز وَالْمُخْتَلِف دَائِمَا
حَفِظَك الْلَّه مِن كُل مَكْرُوْه ..
*
تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك.., ,

شيخة الزين
01-24-2024, 06:37 PM
https://i.pinimg.com/originals/20/bb/da/20bbda0fbb42221d0c88d624c4e640e6.gif

قَلبْ
05-07-2024, 02:29 PM
بارك الله فيك
و نفعنا واياك بما جلبت

أشواق
05-08-2024, 12:42 PM
جزاكك الله خير
طرح قيم
سلمت الايادي