دحومي
11-18-2023, 11:38 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/.
https://l.top4top.io/p_2544uc5bn8.jpeg
توفي شقيقه التوام عند الولادة ، ثم غادرت أمه الحياة بعد يومين، لينشأ يتيماً في مزرعة أسرة عمه المجاورة، ويفشل في الالحتاق بالجامعة بسبب عوزه، لكنه بالجد والاجتهاد يمسي بعد سنوات أحد أهم الأشخاص الذين أنقذوا ولا يزالون ينقذون البشرية.
ذلك هو الأميركي "موريس هيلمان" عالم الأحياء الدقيقة، صبي المزرعة النائية الذي عمل جاهداً طوال حياته على محاربة تلك الأمراض التي تسببها تلك الكائنات التي لا تُرى بالعين المجردة، وكانت تتسبب بوفاة ملايين البشر على مر التاريخ، وحتى وفاته في العام 2005م عن 85 عاماً؛
ساهم في ابتكار أو تطوير أكثر من أربعين لقاحاً ضد أمراض متعددة، مثل الحصبة والنكاف والحميراء وجدري الماء.
كان حلمه دراسة الطب، غير أنه لم يستطع الالتحاق بجامعة ولاية مونتانا إلا بواسطة مساعدة مالية من عائلته، ليتخرج الأول على دفعته في تخصص الأحياء الدقيقة، ثم يكمل دراساته العليا في جامعة شيكاغو، وهناك ركز أبحاثه على علم الفيروسات، وأثبت أن مرض المتدثرة (الكلاميديا) سببه بكتريا يمكن الشفاء منها.
نقطة التحول كانت انتقاله إلى الصناعة الصيدلانية في خضم الحرب العالمية الثانية، إذ انضم لمعامل "سكويب وأبناءه" في العام 1944م، ليبتكر لقاحاً ضد مرض "التهاب الدماغ الياباني"،
الذي أنقذ حياة عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين في جبهة المحيط الهادي.
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عمل "هيلمان" رئسياً لقسم أمراض الجهاز التنفسي في المركز الطبي للجيش الأميركي، وكانت فرصة لاكتشاف التغيرات الجينية التي تحدث عندما يتحوّر فيروس الأنفلونزا، ساعده ذلك على إدراك مخاطر تفشي الأنفلونزا في العام 1957 في هونغ كونغ، ليعمل تسعة أيام متواصلة بناء على حدسه ويبتكر لقاحا وزّع منه أربعين مليون جرعة حفظت الملايين في أميركا، وليحصل على وسام الخدمة المميزة من الجيش.
أثناء عمله في "ميرك الصيدلانية" أصيبت ابنته "جيرلين" بالنكاف في العام 1967م، عندما لاحظ تضخم الغدة النكفية لم يمنعه أنها الساعة الواحدة صباحاً ليلتقط مسحة لحلقها ويعود بها إلى المعمل، ولاحقاً استطاع فصل الفيروس المسبب، ثم ابتكر اللقاح المضاد له، ولم يتردد في تجربته على ابنته الصغرى التي كانت تبلغ عاماً واحداً فقط! لتكون ضمن أوائل الذين طعموا ضد النكاف في العام 1963م، ولا تزال سلالة فيروس النكاف هذه تستخدم في اللقاح الثلاثي الذي طوره "هيلمان"، ويحتوي على لقاحات الحصبة والنكاف والحميراء، ويعد أول لقاح يحتوي على سلالات فيروسات حية متعددة تمت الموافقة عليه من الهيئات الرقابية.
لك أن تصدق أن جدول اللقاحات الأساسية الذي غالباً ما يتكون من أربعة عشر لقاحاً أساسياً ساهم إنسان واحد في ابتكار أو تطوير ثمانية منها! وهي: الحصبة، والنكاف، والحميراء، وجدري الماء، والتهاب السحايا، والالتهاب الكبدي أ، والالتهاب الكبدي ب، والمستديمة النزلية... كم من ملايين البشر حفظ أرواحها "موريس هيلمان"؟.
http://www.gsaidlil.com/vb/
https://l.top4top.io/p_2544uc5bn8.jpeg
توفي شقيقه التوام عند الولادة ، ثم غادرت أمه الحياة بعد يومين، لينشأ يتيماً في مزرعة أسرة عمه المجاورة، ويفشل في الالحتاق بالجامعة بسبب عوزه، لكنه بالجد والاجتهاد يمسي بعد سنوات أحد أهم الأشخاص الذين أنقذوا ولا يزالون ينقذون البشرية.
ذلك هو الأميركي "موريس هيلمان" عالم الأحياء الدقيقة، صبي المزرعة النائية الذي عمل جاهداً طوال حياته على محاربة تلك الأمراض التي تسببها تلك الكائنات التي لا تُرى بالعين المجردة، وكانت تتسبب بوفاة ملايين البشر على مر التاريخ، وحتى وفاته في العام 2005م عن 85 عاماً؛
ساهم في ابتكار أو تطوير أكثر من أربعين لقاحاً ضد أمراض متعددة، مثل الحصبة والنكاف والحميراء وجدري الماء.
كان حلمه دراسة الطب، غير أنه لم يستطع الالتحاق بجامعة ولاية مونتانا إلا بواسطة مساعدة مالية من عائلته، ليتخرج الأول على دفعته في تخصص الأحياء الدقيقة، ثم يكمل دراساته العليا في جامعة شيكاغو، وهناك ركز أبحاثه على علم الفيروسات، وأثبت أن مرض المتدثرة (الكلاميديا) سببه بكتريا يمكن الشفاء منها.
نقطة التحول كانت انتقاله إلى الصناعة الصيدلانية في خضم الحرب العالمية الثانية، إذ انضم لمعامل "سكويب وأبناءه" في العام 1944م، ليبتكر لقاحاً ضد مرض "التهاب الدماغ الياباني"،
الذي أنقذ حياة عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين في جبهة المحيط الهادي.
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عمل "هيلمان" رئسياً لقسم أمراض الجهاز التنفسي في المركز الطبي للجيش الأميركي، وكانت فرصة لاكتشاف التغيرات الجينية التي تحدث عندما يتحوّر فيروس الأنفلونزا، ساعده ذلك على إدراك مخاطر تفشي الأنفلونزا في العام 1957 في هونغ كونغ، ليعمل تسعة أيام متواصلة بناء على حدسه ويبتكر لقاحا وزّع منه أربعين مليون جرعة حفظت الملايين في أميركا، وليحصل على وسام الخدمة المميزة من الجيش.
أثناء عمله في "ميرك الصيدلانية" أصيبت ابنته "جيرلين" بالنكاف في العام 1967م، عندما لاحظ تضخم الغدة النكفية لم يمنعه أنها الساعة الواحدة صباحاً ليلتقط مسحة لحلقها ويعود بها إلى المعمل، ولاحقاً استطاع فصل الفيروس المسبب، ثم ابتكر اللقاح المضاد له، ولم يتردد في تجربته على ابنته الصغرى التي كانت تبلغ عاماً واحداً فقط! لتكون ضمن أوائل الذين طعموا ضد النكاف في العام 1963م، ولا تزال سلالة فيروس النكاف هذه تستخدم في اللقاح الثلاثي الذي طوره "هيلمان"، ويحتوي على لقاحات الحصبة والنكاف والحميراء، ويعد أول لقاح يحتوي على سلالات فيروسات حية متعددة تمت الموافقة عليه من الهيئات الرقابية.
لك أن تصدق أن جدول اللقاحات الأساسية الذي غالباً ما يتكون من أربعة عشر لقاحاً أساسياً ساهم إنسان واحد في ابتكار أو تطوير ثمانية منها! وهي: الحصبة، والنكاف، والحميراء، وجدري الماء، والتهاب السحايا، والالتهاب الكبدي أ، والالتهاب الكبدي ب، والمستديمة النزلية... كم من ملايين البشر حفظ أرواحها "موريس هيلمان"؟.
http://www.gsaidlil.com/vb/