محروم
11-13-2023, 06:45 PM
مرت بالمسلمين في تاريخهم فترات من الضعف والفرقة والشتات،
حتى طمع فيهم أعداؤهم،
ومن رحمة الله بهذه الأمة أن قيّض لها بين الفينة والأخرى رجالًا
يذودون عن حماها ويعيدون لها هيبتها وكرامتها، ومن هؤلاء الملك العادل نور الدين
محمود زنكي الذي عرف بعدله وتقواه وورعه وعبادته وحبه للجهاد.
وكان نور الدين قد انهزم من الصليبيين في سنة 558 هـ في المعركة التي عُرفت بـ «البقيعة»،
بعدما باغتهم الفرنج وهجموا عليهم قبل أن يتمكنوا حتى من ركوب الخيل أو أخذ السلاح،
وأكثروا فيهم القتل والأسر، واستطاع نور الدين أن ينجو على فرسه حتى نزل على بحيرة «قدس» بالقرب من حمص.
وبعدها بدأ نور الدين رحمه الله بتجهيز قواته، استعدادًا لمواجهة الفرنج والأخذ بالثأر،
وفي العام التالي سنة 559 هجرية خرج الصليبيون من «عسقلان» لقتال أسد الدين شيركوه بمصر،
فاستغل نور الدين فرصة خروجهم، وراسل الأمراء يطلب العون والنصرة فجاؤوا من كل فَجّ،
وكتب إلى الزُهَّاد والعباد يستمدّ منهم الدعاء، ويطلب أن يحثوا المسلمين على الغزو والجهاد في سبيل الله.
ولما اجتمعت الجيوش سار نحو «حارم» – وهو حصن حصين في بلاد الشام ناحية حلب – في شهر رمضان
من هذه السنة فحاصرها ونصب المجانيق عليها،
ثم تابع الزحف للقاء الفرنج الذين تجمعوا قريبا من الساحل مع
أمرائهم وفرسانهم بزعامة أمير أنطاكية.
وقبيل المعركة انفرد نور الدين بنفسه تحت تل «حارم»، وسجد لله ومرَّغ وجهه وتضرع وقال:
«يا رب هؤلاء عبيدك وهم أولياؤك، وهؤلاء عبيدك وهم أعداؤك، فانصر أولياءك على أعدائك» …..
«أيش فضول محمود في الوسط»
وهو يعني أنك إن نصرتنا فدينك نصرت فلا تمنع النصر عن المسلمين بسببي، ثم قال:
«اللهم انصر دينك ولا تنصر محمودًا، من محمود الكلب حتى يُنصر»؟!.
وبدأ القتال والتحمت الصفوف، وأحاط المسلمون بالفرنج من كل جانب، وألحقوا بهم هزيمة مدوية، وخسائر فادحة قُدِّرت بعشرة آلاف قتيل، ومثل هذا العدد أو أكثر من الأسرى، وكان من بين الأسرى أمير «أنطاكية» ، وأمير «طرابلس»، وحاكم «قيليقية» البيزنطي، وقد أسر جميع الأمراء عدا أمير «الأرمن».
وفي اليوم التالي استولى نور الدين على «حارم» بعد أن أجلى الفرنج عنها، وكان ذلك فتحًا كبيرًا، ونصرًا مبينًا أعاد للمسلمين الهيبة في قلوب أعدائهم، وأعز الله جنده وأولياءه في هذا الشهر المبارك.
حتى طمع فيهم أعداؤهم،
ومن رحمة الله بهذه الأمة أن قيّض لها بين الفينة والأخرى رجالًا
يذودون عن حماها ويعيدون لها هيبتها وكرامتها، ومن هؤلاء الملك العادل نور الدين
محمود زنكي الذي عرف بعدله وتقواه وورعه وعبادته وحبه للجهاد.
وكان نور الدين قد انهزم من الصليبيين في سنة 558 هـ في المعركة التي عُرفت بـ «البقيعة»،
بعدما باغتهم الفرنج وهجموا عليهم قبل أن يتمكنوا حتى من ركوب الخيل أو أخذ السلاح،
وأكثروا فيهم القتل والأسر، واستطاع نور الدين أن ينجو على فرسه حتى نزل على بحيرة «قدس» بالقرب من حمص.
وبعدها بدأ نور الدين رحمه الله بتجهيز قواته، استعدادًا لمواجهة الفرنج والأخذ بالثأر،
وفي العام التالي سنة 559 هجرية خرج الصليبيون من «عسقلان» لقتال أسد الدين شيركوه بمصر،
فاستغل نور الدين فرصة خروجهم، وراسل الأمراء يطلب العون والنصرة فجاؤوا من كل فَجّ،
وكتب إلى الزُهَّاد والعباد يستمدّ منهم الدعاء، ويطلب أن يحثوا المسلمين على الغزو والجهاد في سبيل الله.
ولما اجتمعت الجيوش سار نحو «حارم» – وهو حصن حصين في بلاد الشام ناحية حلب – في شهر رمضان
من هذه السنة فحاصرها ونصب المجانيق عليها،
ثم تابع الزحف للقاء الفرنج الذين تجمعوا قريبا من الساحل مع
أمرائهم وفرسانهم بزعامة أمير أنطاكية.
وقبيل المعركة انفرد نور الدين بنفسه تحت تل «حارم»، وسجد لله ومرَّغ وجهه وتضرع وقال:
«يا رب هؤلاء عبيدك وهم أولياؤك، وهؤلاء عبيدك وهم أعداؤك، فانصر أولياءك على أعدائك» …..
«أيش فضول محمود في الوسط»
وهو يعني أنك إن نصرتنا فدينك نصرت فلا تمنع النصر عن المسلمين بسببي، ثم قال:
«اللهم انصر دينك ولا تنصر محمودًا، من محمود الكلب حتى يُنصر»؟!.
وبدأ القتال والتحمت الصفوف، وأحاط المسلمون بالفرنج من كل جانب، وألحقوا بهم هزيمة مدوية، وخسائر فادحة قُدِّرت بعشرة آلاف قتيل، ومثل هذا العدد أو أكثر من الأسرى، وكان من بين الأسرى أمير «أنطاكية» ، وأمير «طرابلس»، وحاكم «قيليقية» البيزنطي، وقد أسر جميع الأمراء عدا أمير «الأرمن».
وفي اليوم التالي استولى نور الدين على «حارم» بعد أن أجلى الفرنج عنها، وكان ذلك فتحًا كبيرًا، ونصرًا مبينًا أعاد للمسلمين الهيبة في قلوب أعدائهم، وأعز الله جنده وأولياءه في هذا الشهر المبارك.