ننتظر تسجيلك هـنـا

♥ ☆ ♥اعلانات منتدى انين الروح ♥ ☆ ♥
عدد الضغطات : 583عدد الضغطات : 764عدد الضغطات : 420عدد الضغطات : 428عدد الضغطات : 825
عدد الضغطات : 532عدد الضغطات : 131عدد الضغطات : 118عدد الضغطات : 117عدد الضغطات : 103
عدد الضغطات : 445عدد الضغطات : 515
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى انين الروح ♥ ☆ ♥
عدد الضغطات : 273عدد الضغطات : 2,175
عدد الضغطات : 147عدد الضغطات : 42

الإهداءات



الملاحظات

› ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات محروم
اللقب
المشاركات 400575
النقاط 88465
بيانات انين الروح
اللقب
المشاركات 214656
النقاط 79940

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-20-2024, 03:33 PM
محروم متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 9
 جيت فيذا » Jul 2022
 آخر حضور » اليوم (06:28 PM)
آبدآعاتي » 400,575
الاعجابات المتلقاة » 5009
الاعجابات المُرسلة » 2299
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 26سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » محروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond repute
مشروبك   pepsi
قناتك mbc
اشجع ahli
مَزآجِي  »  1
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السَكِينة



الحمدُ للهِ واهبِ العطاءِ، دافعِ البلاءِ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه؛ لا شريكَ له في الأرضِ ولا في السماءِ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلِه وصحبِه الأوفياءِ.

أما بعدُ. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]...
أيها المؤمنون!
السكينةُ منزلةٌ إيمانيةٌ يصطفي اللهُ لها مَن أحبَّ مِن عبادِه. يكونُ بها القلبُ ساكنًا مطمئنًا، يسري أثرُ سكونِه على بقيةِ الجوارحِ تُؤدةً، ووقارًا وحُسْنَ اتخاذِ الرأيِ والموقفِ، وتسريةً عند اضطرابِ الأمورِ وتقلُّبِ النَّفْسِ واشتدادِ المخاوفِ والنكباتِ.
وتلك من خاصةِ السكينةِ التي تزدادُ وتعظمُ مع ما حلَّ في القلبِ من سكينةِ الإيمانِ العامةِ؛ فيزدادُ بها الإيمانُ إيمانًا، كما قال -تعالى-: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ ‌السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾.

وبزيادةِ الإيمانِ بالسكينةِ يكونُ رسوخُ الجَنانِ وثباتُ القدَمِ وإنْ بلغتِ الأحداثُ في الاضطرابِ مَبْلَغَها؛ وذلك من حِكَمِ إنزالِ اللهِ الملائكةَ على المؤمنين في مواطنِ الشدائدِ، كما قال -سبحانه-: ﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الأنفال: 12]، وقال عن نبيِّه الذي أعدَّ قومَه لملاقاةِ جالوتَ وجنودِه:
﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 248].

والسكينةُ بصيرةٌ يُهدى بها العبدُ للصوابِ في فعلِه وقولِه وموقفِه، وتُزيحُ عنه حُجُبَ الشبهاتِ والالتباسِ؛ وذاك ما كان يعزو الصحابةُ إليه صوابَ عمرَ -رضيَ اللهُ عنه-، كما قال عليٌّ -رضيَ اللهُ عنه-: "إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا بِعُمَرَ، مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَنَّ السَّكِينَةَ ‌تَنْطِقُ ‌عَلَى ‌لِسَانِ ‌عُمَرَ" رواه الطبرانيُّ وحسَّنَهُ الهيثميُّ. والسكينةُ بلسمُ إيمانٍ يُفيضُ على القلبِ السرورَ والسلوَّ إنْ دَهَمَتْهُ جيوشُ الأحزانِ "فهيَ -كما قال ابنُ القيِّمِ- سلوةُ المحزونِ، ومُذْهِبةُ الهمومِ والغمومِ"، "وإذا ترحَّلتْ عنه ‌السكينةُ ترحَّلَ عنه السرورُ والأمنُ والدَّعةُ والراحةُ وطِيبُ العيشِ".

والسكينةُ يُمْنٌ يُكسِبُ صاحبَه لُطْفًا في التعاملِ مع الخلْقِ؛ لسكونِ نفْسِه، ورضاها؛ وذاك من أدعى أسبابِ محبةِ الناسِ له، وأُنْسِهم به. والسكينةُ من أقوى أسبابِ الصبرِ الذي به يتنزلُ النصرُ؛ بل أَسْماها بعضُ العلماءِ آيةَ النصرِ؛ أيْ علامةَ تَنزَُّلِه، كما هي علامةُ كشفِ الكَرْبِ.

إنَّ السكينةَ من منازلِ المواهبِ التي يَمُنُّ اللهُ بها، لا من منازلِ المكاسبِ التي يُحقِّقُها العبدُ بكسبِه. وقد جعلَ اللهُ لتوفيقِ عبدِه لها أسبابًا يأتي في مُقَدَّمِها إقامةُ الصلاةِ كما أَمَرَ اللهُ؛ فهيَ العاصمةُ مِن الشَّطَطِ النَّفْسيِّ للإنسانِ حالَ الهلعِ والجزعِ وحالَ غُدوقِ النِّعمِ عليه، كما قال -تعالى-:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 19 - 23].

فالصلاةُ موطنُ تَنَزُّلِ السكينةِ ومراعاتِها من خروجِ المصلي لها، يقولُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ وَأْتُوهَا تَمْشُونَ ‌وَعَلَيْكُمُ ‌السَّكِينَةُ.

فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا "رواه البخاريُّ ومسلمٌ واللفظُ له. وهكذا هو شأنُ مراعاةِ السكينةِ في أداءِ العباداتِ حين تُؤدَّى بتَأَنٍ وتُؤدَةٍ؛ كما أكَّدَ ذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُشيرًا بيمناه لما رأى جَلَبَةَ إسراعِ الناسِ نُفْرةَ عرفةَ قائلًا: "أَيُّهَا النَّاسُ، ‌السَّكِينَةَ ‌السَّكِينَةَ" رواه مسلمٌ.

والرضا عن اللهِ بَحْبُوبَةُ السكينةِ التي تَتَربَّعُ فيها. قال ابنُ القيِّمِ: "مِن أعظمِ نِعمِ اللهِ على عبدِه تنزيلُ ‌السكينةِ عليه، ومن أعظمِ أسبابِها الرضا عنه في جميعِ الحالاتِ"، وهل ذاك إلا جزاءُ إحسانٍ مِن اللهِ لعبدِه حينَ رضيَ عنه؟! والقرآنُ مَنْجَمُ السكينةِ الرويُّ؛ فنزولُ السكينةِ قرينُ قراءةِ القرآنِ واستماعِه كما هو قرينُ نزولِ الملائكةِ، فقد بوَّبَ البخاريُّ في صحيحِه: "بابٌ: نزولُ ‌السكينةِ والملائكةِ عند قراءةِ القرآنِ"، وروى أنَّ رجلًا من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قرأَ سورةَ الكهفِ، وفي الدارِ الدابةُ، فجعلتْ تَنْفِرُ، فسلَّمَ، فإذا ضَبابةٌ، أو سحابةٌ غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
"اقرأْ فلانُ؛ فإنها ‌السكينةُ نزلتْ للقرآنِ، أو تنزَّلتْ للقرآنِ"، وفي روايةٍ له: "تلك الملائكةُ دَنَتْ لصوتِكَ، ولو قرأتَ لأصبحتْ يَنظرُ الناسُ إليها، لا تَتوارى منهم".

وقد كان بعضُ أهلِ العلمِ يُعالِجُ نفسَه عند اضطرابِها بتلاوةِ آياتِ السكينةِ، وهيَ ستُّ آياتٍ؛ قولُه تعالى: ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [البقرة: 248]
وقولُه تعالى: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ
ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ﴾ [التوبة: 25، 26]، وقولُه تعالى: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ﴾ [التوبة: 40]، وقولُه تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 4]، وقولُه تعالى:
﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18]، وقولُه تعالى:
﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى
وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الفتح: 26]. يقولُ ابنُ القيِّمِ: "وكان شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ - رحمهُ اللهُ - إذا اشتدَّتْ عليه الأمورُ قرأَ آياتِ السكينةِ.
وسمعتُه يقولُ في واقعةٍ عظيمةٍ جَرَتْ له في مرضِه، تعجزُ العقولُ والقُوى عن حملِها؛ من محاربةِ أرواحٍ شيطانيةٍ ظهرتْ له إذ ذاك في حالِ ضَعْفِ القوةِ ــ
قالَ: فلمَّا اشتدَّ عليَّ الأمرُ قلتُ لأقاربي ومَن حولي: اقرؤوا آياتِ السكينةِ، قال: ثُمَّ أَقلعَ عني ذلك الحالُ، وجلستُ وما بي قَلَبَةٌ.

وقد جرَّبتُ أنا قراءةَ هذه الآياتِ عند اضطرابِ القلبِ مما يَرِدُ عليه، فرأيتُ لها تأثيرًا عظيمًا في سكونِه وطمأنينتِه". والدعاءُ بإنزالِ السكينةِ
من أقربِ ما يكونُ به إنزالُها، وذاك ما كان الصحابةُ -رضيَ اللهُ عنهم- يطلبونَها به حتى في أشعارِهم.
والاستمساكُ بعروةِ الصبرِ عند الصدمةِ الأولى من أسبابِ تنزلِ السكينةِ؛ إذ ذاك من آثارِ مَعِيَّةِ اللهِ للصابرين، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ ‌الصدمة ‌الأولى" رواه البخاريُّ. هذا، وإنَّ مِن جوالبِ الرزانةِ والسكينةِ صحبةَ ذوي السكينةِ والطباعِ الهادئةِ؛ إذ طباعُ المصاحبةِ مُعْدِيَةٌ
وإنْ كانت من حيوانٍ بهيمٍ، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "الفخرُ والخُيلاءُ في أهلِ الخيلِ والإبلِ والفدَّادين أهلِ الوبرِ
‌والسكينةُ في أهلِ الغَنَمِ" رواه البخاريُّ ومسلمٌ. وإذا كان هذا أثرَ الصحبةِ؛ فكيف يكونُ أثرُ العيشِ وإدمانِ النظرِ في سِيَرِ روَّادِ السكينةِ من الأنبياءِ
وأتباعِهم وقتَ تعرُّضِهم للأزماتِ، كَالسَّكِينَةِ الَّتِي حَصَلَتْ لِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَقَدْ أُلْقِيَ فِي الْمَنْجَنِيقِ مُسَافِرًا إلَى مَا أَضْرَمَ لَهُ أَعْدَاءُ اللَّهِ مِنْ النَّارِ، فَلِلَّهِ تِلْكَ السَّكِينَةُ
الَّتِي كَانَتْ فِي قَلْبِهِ حِينَ ذَلِكَ السَّفَرِ! وَكَذَلِكَ السَّكِينَةُ الَّتِي حَصَلَتْ لِمُوسَى وَقَدْ غَشِيَهُ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ مِنْ وَرَائِهِمْ وَالْبَحْرُ أَمَامَهُمْ وَقَدْ اسْتَغَاثَ
بَنُو إسْرَائِيلَ: يَا مُوسَى، إلَى أَيْنَ تَذْهَبُ بِنَا؟! هَذَا الْبَحْرُ أَمَامَنَا وَهَذَا فِرْعَوْنُ خَلْفَنَا، وَكَذَلِكَ السَّكِينَةُ الَّتِي حَصَلَتْ لَهُ وَقْتَ تَكْلِيمِ اللَّهِ لَهُ نِدَاءً وَنِجَاءً كَلَامًا حَقِيقَةً
سَمِعَهُ حَقِيقَةً بِأُذُنِهِ، وَكَذَلِكَ السَّكِينَةُ الَّتِي حَصَلَتْ لَهُ وَقَدْ رَأَى الْعَصَا ثُعْبَانًا مُبِينًا، وَكَذَلِكَ السَّكِينَةُ الَّتِي نَزَلَتْ عَلَيْهِ وَقَدْ رَأَى حِبَالَ الْقَوْمِ وَعِصِيَّهُمْ
كَأَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً، وَكَذَلِكَ السَّكِينَةُ الَّتِي حَصَلَتْ لِنَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِ وَعَلَى صَاحِبِهِ عَدُوُّهُمَا وَهُمَا فِي الْغَارِ فَلَوْ نَظَرَ أَحَدُهُمْ
إلَى تَحْتِ قَدَمَيْهِ لَرَآهُمَا، وَكَذَلِكَ السَّكِينَةُ الَّتِي نَزَلَتْ عَلَيْهِ فِي مَوَاقِفِهِ الْعَظِيمَةِ وَأَعْدَاءُ اللَّهِ قَدْ أَحَاطُوا بِهِ كَيَوْمِ بَدْرٍ وَيَوْمِ حُنَيْنٍ وَيَوْمِ الْخَنْدَقِ وَغَيْرِهِ.
وبوجهٍ عامٍّ؛ فإنَّ تَنَزُّلَ السكينةِ على العبدِ يكونُ بمقدارِ مراقبتِه ربَّه واستشعارِه مَعِيَّتَهُ؛ تصديقًا بخبره، وأداءً لأمره، كما حكى اللهُ حالَ نبيِّه
حين قال لصاحبِه في الغارِ: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ﴾ [التوبة: 40]. فمنشأُ السكينةِ -كما قال أهلُ العلمِ- "اسْتِيلَاءُ مُرَاقَبَةِ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ
-جَلَّ جَلَالُهُ- حَتَّى كَأَنَّهُ يَرَاهُ، وَكَلَّمَا اشْتَدَّتْ هَذِهِ الْمُرَاقَبَةُ أَوْجَبَتْ لَهُ مِنْ الْحَيَاءِ وَالسَّكِينَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْخُضُوعِ وَالْخُشُوعِ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ مَا لَا يَحْصُلُ بِدُونِهَا
فَالْمُرَاقَبَةُ أَسَاسُ الْأَعْمَالِ الْقَلْبِيَّةِ كُلِّهَا وَعَمُودُهَا الَّذِي قِيَامُهَا بِهِ، وَلَقَدْ جَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُصُولَ أَعْمَالِ الْقَلْبِ وَفُرُوعَهَا كُلَّهَا فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ
وَهِيَ قَوْلُهُ فِي الْإِحْسَانِ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ». فَتَأَمَّلْ كُلَّ مَقَامٍ مِنْ مَقَامَاتِ الدِّينِ، وَكُلَّ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ، كَيْف تَجِدُ هَذَا أَصْلَهُ وَمَنْبَعَهُ؟".
وبعدُ، فذاك قَبَسٌ من فقهِ السكينةِ التي كان عمرُ -رضيَ اللهُ عنه- يوصي بتعلُّمِه إذ يقولُ: "تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ، ‌وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ ‌السَّكِينَةَ وَالْحِلْمَ"
جلاءً لمكانتِها وحقيقتِها، وإبرازًا لآثارِها وأسبابِها. فاللهمَّ أنزلنْ سكينةً لا تغادرُ قلوبَنا؛ فإنها من جزيلِ هِباتِك، يا كريمُ
الموضوع الأصلي: السَكِينة || الكاتب: محروم || المصدر: منتديات انين الروح

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : محروم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع ما يطرح في منتديات انين الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

mamnoa 2.0 By DAHOM