يؤكد علماء النفس أن الاهتمام الزائد بالطفل
دون الستة أشهر لا يعتبر إفراطاً في تدليله ،
خصوصاً أنه يحتاج في هذه المرحلة إلى قدر كبير
من الاهتمام نظراً لكونه في طور النمو العاطفي والنفسي والإدراكي .
وليس خطأ أن يكون أحد الوالدين متساهلاً معه ،
فهذا يشعره أن ثمة من يعتني به .
وبكاء الطفل في هذا العمر هو وسيلته الوحيدة
للتعبير عن حاجاته العاطفية والجسدية وتلبية الأم لندائه ،
إذا صح التعبير ، يسعده ويشبع هذه الحاجات فيصير
أكثر هدوءً وأقل بكاءً ، كما أنه ليس خطأ أن تتجاهل الأم
بكاءه لفترة وجيزة أثناء انشغالها في أمر ما لأن ذلك
يمنحه القدرة على تقييم ذاته والاهتمام بنفسه ،
ما يطور لديه مفهوم التقييم الذاتي .
ويجب ألا تشعر الأم بالذنب عند ما تحاول الحد
من الإفراط في تدليله ، بل عليها القيام بذلك بدون تردد ،
إذ أن قلقها يشعر الطفل به ويجعله ذلك يعتقد
أن عدم اكتراثها به أو اللعب لوحده عقاب له .
ويقضي بعض الأطفال ليلتهم بالبكاء بدلاً من النوم ،
ويثير ذلك قلق الأهل فيشعرون أنهم يدللون طفلهم
بالذهاب إليه بدلاً من أن يدعوه يبكي حتى
يتوقف عن البكاء من تلقاء نفسه .
وهناك أطفال آخرون يمضون النهار بالبكاء بدلاً
من الجلوس واللعب . وتزيد المحاولات التي يقوم
بها الأهل للحد من بكائه الوضع تأزما ،
كما أن التوتر يزيد من بكاء الطفل بدلا من التخلص منه .
وقد يزيد رأي الأقارب والأصدقاء الطين بلة ،
وقد يصعبون الأمر على الأم فلا تعرف ما إذا كان بكاؤه
مجرد دلال أو أنه تعبير عن حاجة ، ومع الوقت
يدرك الطفل وجود الشخص الذي يشعره بالراحة والأمان ،
وغالباً ماتكون الأم .ولا يمكن لوم الطفل ،
فهو لايستطيع أن يعبر عن نفسه حين يشعر
بالتوتر أو الألم أو أو الجوع ، فالبكاء هو وسيلته الوحيدة .
ومن الأفضل أن يتوقف الأهل عن تدليل الطفل
في سن مبكرة ، أي بعد بلوغه الستة أشهر ،
إذ تصير لديه القدرة على استيعاب ماهو ممنوع وماهو مسموح .
وهذه بعض الإرشادات التي يمكن للأهل اتباعها :
1. التأكد من تلبية جميع حاجات الطفل الجسدية كالجوع والعطش .
2. إعطاؤة مجموعة صغيرة من الألعاب التي يفضلها
وتجنب إعطاؤه الكثير لأن ذلك يشعره بالحيرة .
3. تغير مكانه ، فكثيراً مايشعر بالملل في مكان واحد بشرط الأمان .
4. التكلم معه للحظات بمستواه العقلي كالضحك مثله وحضنه .
5. التحدث معه بصوت هادئ أثناء وجود الأم في غرفة أخرى .
6. صرف الأم انتباه طفلها إلى أمور مسلية عندما يتوتر .
7. زيادة وقت جلوسه وحيداً بشكل يومي ومراقبته عن بعد .
8. عدم تركه لوقت طويل ، لأن ذلك قد يكون سببه
قيامه بأمر خطير بدل تمتعه بلحظات الهدوء .
بهذه الارشادات تستطيع الأم أن تضع حدوداًلسلوك
طفلها وتمنحه فرصة التمتع والشعور بالاستقلالية ،
التي تمنحه بدورها القدرة على التقييم الذاتي ،
وهو أمر مهم للطفل لكي ينمو ويتطور بشكل سليم .