ننتظر تسجيلك هـنـا

♥ ☆ ♥اعلانات منتدى انين الروح ♥ ☆ ♥
عدد الضغطات : 572عدد الضغطات : 659عدد الضغطات : 407عدد الضغطات : 409عدد الضغطات : 810
عدد الضغطات : 501عدد الضغطات : 122عدد الضغطات : 116عدد الضغطات : 115عدد الضغطات : 103
عدد الضغطات : 406عدد الضغطات : 434
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى انين الروح ♥ ☆ ♥
عدد الضغطات : 264عدد الضغطات : 2,141
عدد الضغطات : 141عدد الضغطات : 41

الإهداءات


العودة   منتديات انين الروح > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•

الملاحظات

› ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات اشراق
اللقب
المشاركات 888839
النقاط 201820
بيانات انين الروح
اللقب
المشاركات 208997
النقاط 77590

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-14-2024, 11:48 AM
نبض المشاعر متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 153
 جيت فيذا » Dec 2023
 آخر حضور » اليوم (12:24 AM)
آبدآعاتي » 19,458
الاعجابات المتلقاة » 755
الاعجابات المُرسلة » 6
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نبض المشاعر is a glorious beacon of lightنبض المشاعر is a glorious beacon of lightنبض المشاعر is a glorious beacon of lightنبض المشاعر is a glorious beacon of lightنبض المشاعر is a glorious beacon of light
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي معجزات نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم




الحمد لله ﴿ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، الذي أرسله ربه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه، وسراجًا منيرًا؛ أما بعد:

فإن نبي الله عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم هو أحد أولي العزم من الرسل الكرام، وله معجزات ذكرها الله تعالى في القرآن العظيم، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

مكان ميلاد نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم:

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "ولد عيسى صلى الله عليه وسلم ببيت لحم قريبًا من بيت المقدس بفلسطين"؛ [البداية والنهاية لابن كثير، ج: 2، ص: 69].



صفة ميلاد نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم:

قال الله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ﴾ [مريم: 16 - 26].




نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم يكلم الناس وهو رضيع:

قال الله تعالى: ﴿ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [مريم: 27 - 33].



قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "قوله: ﴿ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾ [مريم: 30]، هذا أول كلام تفوه به عيسى ابن مريم، فكان أول ما تكلم به أن قال: ﴿ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ﴾ اعترف لربه تعالى بالعبودية، وأن الله ربه، فنزه جناب الله عن قول الظالمين في زعمهم أنه ابن الله، بل هو عبده ورسوله، وابن أمته، ثم برأ أمه مما نسبها إليه الجاهلون، وقذفوها به ورموها بسببه؛ بقوله: ﴿ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾ فإن الله لا يعطي النبوة من هو كما زعموا لعنهم الله وقبحهم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 156]، وذلك أن طائفةً من اليهود في ذلك الزمان قالوا: إنها حملت به من زنًا في زمن الحيض، لعنهم الله، فبرأها الله من ذلك، وأخبر عنها أنها صدِّيقة، واتخذ ولدها نبيًّا مرسلًا، أحد أولي العزم الخمسة الكبار"؛ [البداية والنهاية لابن كثير ج: 2 ص: 63].



روى الشيخان عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة، وذكر منهم عيسى ابن مريم))؛ [البخاري حديث: 3436، مسلم حديث: 2550].



معجزات نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم:

قال الله تعالى عن عيسى صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 49].



قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "كان عيسى صلى الله عليه وسلم يصور من الطين شكل طيرٍ، ثم ينفخ فيه، فيطير عيانًا بإذن الله، عز وجل، الذي جعل هذا معجزةً يدل على أن الله أرسله، وقوله: ﴿ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ ﴾ هو الذي يولد أعمى"؛ [تفسير ابن كثير ج: 3 ص: 65].



﴿ وَالْأَبْرَصَ ﴾: البرص: مرض معروف وهو بياض يعتري الجلد؛ [تفسير القرطبي ج: 4 ص: 100].



قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: "قوله تعالى: ﴿ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾: كان إحياء عيسى الموتى بدعاء الله، يدعو لهم، فيستجيب له"؛ [تفسير الطبري ج: 6 ص: 431].



قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "قوله تعالى: ﴿ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾، قال كثير من العلماء: بعث الله كل نبي من الأنبياء بمعجزةٍ تناسب أهل زمانه، فكان الغالب على زمان موسى، عليه السلام، السحر وتعظيم السحرة، فبعثه الله بمعجزةٍ بهرت الأبصار وحيرت كل سحارٍ، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار، انقادوا للإسلام، وصاروا من الأبرار، وأما عيسى، عليه السلام، فبُعث في زمن الأطباء وأصحاب علم الطبيعة، فجاءهم من الآيات بما لا سبيل لأحدٍ إليه، إلا أن يكون مؤيدًا من الذي شرع الشريعة، فمن أين للطبيب قدرة على إحياء الجماد، أو على مداواة الأكمه، والأبرص، وبعث من هو في قبره رهين إلى يوم التناد؟ وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله في زمن الفصحاء والبلغاء ونحارير الشعراء، فأتاهم بكتابٍ من الله، عز وجل، لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سورٍ من مثله، أو بسورةٍ من مثله لم يستطيعوا أبدًا، ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرًا، وما ذاك إلا لأن كلام الرب لا يشبهه كلام الخلق أبدًا"؛ [تفسير ابن كثير ج: 3 ص: 66].



قال الإمام القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى: ﴿ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 49]؛ أي: بالذي تأكلونه وما تدخرون، وذلك أنهم لما أحيا لهم الموتى طلبوا منه آيةً أخرى، وقالوا: أخبرنا بما نأكل في بيوتنا وما ندخر للغد، فأخبرهم فقال: يا فلان أنت أكلت كذا وكذا، وأنت أكلت كذا وكذا وادخرت كذا وكذا"؛ [تفسير القرطبي ج: 4 ص: 101].



معجزة نزول المائدة:

قال سبحانه: ﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [المائدة: 114، 115].



روى ابن أبي حاتم عن ابن عباسٍ: "أن عيسى ابن مريم قالوا له: ادع الله أن ينزل علينا مائدةً من السماء، فنزلت الملائكة مائدةً يحملونها عليها سبعة أحواتٍ (من السمك)، وسبعة أرغفةٍ، فأكل منهما آخر الناس كما أكل منه أولهم"؛ [تفسير ابن أبي حاتم ج: 4 ص: 1246 رقم 7024].



روى ابن جرير الطبري عن عمارٍ بن ياسر قال: "نزلت المائدة، وعليها ثمر من ثمر الجنة، فأمروا أن لا يخبئوا ولا يخونوا ولا يدخروا، قال: فخان القوم وخبئوا وادخروا، فحولهم الله قردةً وخنازير"؛ [تفسير الطبري ج: 11 ص: 229 رقم 13014].



رفع نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم حيًّا إلى السماء:

قال الله تعالى: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 157، 158].



روى ابن أبي حاتم عن ابن عباسٍ قال: "لما أراد الله تعالى أن يرفع عيسى إلى السماء، خرج على أصحابه وفي البيت اثنا عشر رجلًا من الحواريين؛ يعني: فخرج عيسى من عينٍ في البيت ورأسه يقطر ماءً، فقال: إن منكم من يكفر بي اثنتي عشرة مرةً بعد أن آمن بي، قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي، فقام شاب من أحدثهم سنًّا؟ فقال له: اجلس، ثم أعاد عليهم فقام الشاب، أنا، فقال: أنت هو ذاك فألقي عليه شبه عيسى ورفع عيسى من روزنةٍ في البيت إلى السماء، قال: وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه، فقتلوه ثم صلبوه، فكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرةً بعد أن آمن به، وافترقوا ثلاث فرقٍ، فقالت فرقة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء، فهؤلاء اليعقوبية (أتباع يعقوب البرادعي)، وقالت فرقة: كان فينا ابن ما شاء الله ثم رفعه إليه، فهؤلاء النسطورية (أتباع نسطورس)، وقالت فرقة: كان فينا عبدالله ورسوله ما شاء الله، ثم رفعه الله إليه، وهؤلاء المسلمون، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامسًا حتى بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم"؛ [إسناده صحيح، تفسير ابن أبي حاتم، ج: 4، ص: 1110، رقم 6233].



قال الله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [آل عمران: 55].



قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "قوله تعالى: ﴿ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ﴾؛ قال الأكثرون: المراد بالوفاة ها هنا: النوم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ﴾ [الأنعام: 60]، وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الزمر: 42]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من النوم: ((الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور))"؛ [تفسير ابن كثير ج: 3 ص: 70:69].



روى ابن جرير عن مجاهدٍ قال: ((صلبوا رجلًا شبهوه بعيسى يحسبونه إياه، ورفع الله إليه عيسى عليه السلام حيًّا))؛ [تفسير ابن جرير الطبري ج: 7 ص: 374].



قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "قد رفع عيسى صلى الله عليه وسلم وهو حي على الصحيح"؛ [فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج: 6 ص: 433].



قال الحسن البصري: "كان عمر عيسى عليه السلام يوم رفع أربعًا وثلاثين سنةً"؛ [البداية والنهاية لابن كثير ج: 2 ص: 88].



صفة نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم:

روى أحمد عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الأنبياء إخوة لعلاتٍ - كالإخوة من أبٍ واحدٍ وأمهاتهم متعددة - أمهاتهم شتى ودينهم واحد – أي: إن أصل دينهم واحد، وهو التوحيد، وإن اختلفت فروع الشرائع - وإني أولى الناس بعيسى ابن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع - أي: وسطًا بين الطويل والقصير - إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام))؛ [حديث صحيح، مسند أحمد، ج: 15 ص: 1530 حديث: 9270].



تسمية نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم بالمسيح:

اختلف أهل العلم في سبب تسمية عيسى صلى الله عليه وسلم بالمسيح على عدة أقوال:

(1) فقيل: لأنه كان سائحًا في الأرض، فكان يمسي بأرضٍ ويصبح بأرضٍ أخرى، ولم يستقر بمكانٍ.



(2) روي عن ابن عباسٍ أنه كان لا يمسح ذا عاهةٍ إلا برئ، فكأنه سمي مسيحًا لذلك.



(3) وقيل: لأنه ممسوح بدهن البركة، كانت الأنبياء تمسح به، طيب الرائحة، فإذا مسح به علم أنه نبي.



(4) وقيل: لأنه كان ممسوح الأخمصين، والأخمص ما لا يمس الأرض من باطن الرجل.



(5) وقيل: لأن الجمال مسحه؛ أي: أصابه وظهر عليه.



(6) وقيل: إنما سمي بذلك لأنه مسح بالطهر من الذنوب؛ [تفسير القرطبي ج: 4 ص: 95].



نزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم:

الحكمة من نزول نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم:

(1) الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوا المسيح عيسى ابن مريم، فبين الله تعالى كذبهم، وأنه هو الذي يقتلهم.



(2) نزول عيسى صلى الله عليه وسلم إلى الأرض، إنما هو لدنو أجله، ليدفن في الأرض.



(3) نزول عيسى صلى الله عليه وسلم إلى الأرض تكذيب للنصارى، وإظهار دعواهم الباطلة أن عيسى صلى الله عليه وسلم إله، أو ابن إلهٍ؛ [التذكرة للقرطبي، ص: 563:562].



الأدلة الشرعية على نزول عيسى صلى الله عليه وسلم:

أولًا: القرآن الكريم:

هناك بعض الآيات التي تدل على نزول عيسى صلى الله عليه وسلم:

(1) قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 159].



روى ابن جرير الطبري رحمه الله عن ابن عباسٍ: "﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾ [النساء: 159]، قال: قبل موت عيسى ابن مريم"؛ [تفسير ابن جرير الطبري، ج: 9 ص: 380].



روى ابن جرير عن الحسن البصري، في قوله: ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾ قال: "قبل موت عيسى، والله إنه الآن لحي عند الله، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون"؛ [تفسير ابن جرير الطبري ج: 9 ص: 380].



قال الإمام النووي رحمه الله: "أما قوله: ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: "﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾، ففيه دلالة ظاهرة على أن مذهب أبي هريرة في الآية أن الضمير في موته يعود على عيسى عليه السلام، ومعناها وما من أهل الكتاب يكون في زمن عيسى عليه السلام إلا من آمن به، وعلم أنه عبدالله وابن أمته، وهذا مذهب جماعةٍ من المفسرين"؛ [مسلم بشرح النووي ج: 1 ص: 470].



(2) وقال سبحانه: ﴿ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾ [الزخرف: 57 - 61].



قال الإمام الشنقيطي رحمه الله: "في قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ﴾ التحقيق أن الضمير في قوله: (وَإِنَّهُ) راجع إلى عيسى لا إلى القرآن، ولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى قوله: (لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) على القول الحق الصحيح الذي يشهد له القرآن العظيم والسنة المتواترة - هو أن نزول عيسى في آخر الزمان حيًّا علم للساعة؛ أي: علامة لقرب مجيئها؛ لأنه من أشراطها الدالة على قربها"؛ [أضواء البيان للشنقيطي ج: 7 ص: 263].



روى مسلم عن جابر بن عبدالله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فيقول أميرهم: تعالَ صلِّ لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعضٍ أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة))؛ [مسلم حديث 156].



روى أحمد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى ابن مريم، فإن عجل بي موت، فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام))؛ [حديث صحيح، مسند أحمد ج: 13 ص: 350 حديث: 7970].



(3) وقال جل شأنه: ﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 45، 46].



روى ابن جرير الطبري عن ابن زيدٍ، في قوله تعالى: ﴿ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ﴾ قال: "قد كلمهم عيسى في المهد، وسيكلمهم إذا قتل الدجال، وهو يومئذٍ كهل"؛ [تفسير ابن جرير الطبري، ج: 6 ص: 420 رقم 7078].



ثانيًا: السنة:

روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال، حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها، ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 159]))؛ [البخاري حديث 3448، مسلم حديث 155].



وقال الإمام النووي رحمه الله: "قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة للأحاديث الصحيحة في ذلك، وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله فوجب إثباته، وأنكر ذلك بعض المعتزلة والجهمية ومن وافقهم، وزعموا أن هذه الأحاديث مردودة بقوله تعالى: ﴿ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا نبي بعدي))، وبإجماع المسلمين أنه لا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم وأن شريعته مؤبدة إلى يوم القيامة لا تنسخ، وهذا استدلال فاسد؛ لأنه ليس المراد بنزول عيسى عليه السلام أنه ينزل نبيًّا بشرعٍ ينسخ شرعنا، ولا في هذه الأحاديث ولا في غيرها شيء من هذا، بل صحت الأحاديث أنه ينزل حكمًا مقسطًا بحكم شرعنا، ويحيي من أمور شرعنا ما هجره الناس"؛ [مسلم بشرح النووي ج: 9 ص: 304].



وقال الإمام ابن عطية رحمه الله: "أجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى عليه السلام في السماء حي، وأنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويقتل الدجال، ويفيض العدل، ويظهر هذه الملة ملة محمد، ويحج البيت ويعتمر"؛ [المحرر الوجيز لابن عطية ج: 1 ص: 444].



مكان نزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم:

روى مسلم عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن فتنة المسيح الدجال، ونزول عيسى صلى الله عليه وسلم: (ثم يدعو رجلًا ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين - مرتديًا ثوبين مصبوغين بزعفران - واضعًا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمانكاللؤلؤ))؛ [مسلم حديث 2137].



قال الإمام النووي رحمه الله: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((تحدر منه جمانكاللؤلؤ)): الجمان بضم الجيم، وتخفيف الميم، هي حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار، والمراد يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ في صفاته، فسمي الماء جمانًا لشبهه به في الصفاء"؛ [مسلم بشرح النووي ج: 9 ص: 297].



قال الإمام النووي رحمه الله: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق)) هذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق"؛ [مسلم بشرح النووي ج: 9 ص: 297].



قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "قد جدد بناء منارةٍ في زماننا في سنة إحدى وأربعين وسبعمائةٍ من حجارةٍ بيضٍ، وكان بناؤها من أموال النصارى الذين حرقوا المنارة التي كانت مكانها، ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة؛ حيث قيض الله تعالى بناء هذه المنارة البيضاء من أموال النصارى لينزل عيسى عليه السلام شرقي دمشق"؛ [عون المعبود ج: 11 ص: 301].



إمامة المهدي لعيسى صلى الله عليه وسلم:

روى مسلم عن جابر بن عبدالله، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فيقول أميرهم: تعالَ صلِّ لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعضٍ أمراء تكرمة الله هذه الأمة))؛ [مسلم حديث: 156].



قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "تواترت الأخبار بأن المهدي من هذه الأمة وأن عيسى يصلي خلفه"؛ [فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج: 6 ص: 433].



روى ابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال: "المهدي من هذه الأمة وهو الذي يؤم عيسى ابن مريم"؛ [مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 513].



عيسى صلى الله عليه وسلم يقتل المسيح الدجال:

روى مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابقٍ، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذٍ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدًا فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمهم، فإذا رآه عدو الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته))؛ [مسلم: 2897].



كرامات نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم:

روى مسلم عن النواس بن سمعان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن عيسى صلى الله عليه وسلم: ((فلا يحل – أي: لا يمكن - لكافرٍ يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه؛ أي بصره))؛ [مسلم حديث: 2937].



من أعمال عيسى صلى الله عليه وسلم بعد نزوله إلى الأرض:

روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال، حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها، ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 159]))؛ [البخاري حديث 3448، مسلم حديث 155].



* قال الإمام الخطابي رحمه الله: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((ويضع الجزية))؛ أي: يكره أهل الكتاب على الإسلام، فلا يقبل منهم الجزية، بل الإسلام أو القتل"؛ [عون المعبود ج: 11 ص: 306].



وقال الإمام النووي رحمه الله: "فليس بإسقاط الجزية نسخ لما تقرر بشريعتنا؛ لأنه مقيد بأنها تستمر إلى نزوله فتوضع، فنبينا محمد بيَّن غاية استمرارها فلا نسخ لشريعته، بل هو عمل بما بينه"؛ [عون المعبود ج: 11 ص: 306].



عيسى صلى الله عليه وسلم يحكم في الناس بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:

قال الإمام القرطبي رحمه الله: "ذهب قوم إلى أن بنزول عيسى عليه السلام يرتفع التكاليف لئلا يكون رسولًا إلى أهل ذلك الزمان يأمرهم عن الله وينهاهم؛ وهذا مردود بقوله تعالى: ﴿ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا نبي بعدي))، وقوله: ((وأنا العاقب))؛ يريد: آخر الأنبياء وخاتمهم، وإذا كان ذلك فلا يجوز أن يتوهم أن عيسى عليه السلام ينزل نبيًّا بشريعة متجددة، وغير شريعة محمد نبينا صلى الله عليه وسلم، بل إذا نزل فإنه يكون يومئذٍ من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، كما أخبر صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال لعمر: ((لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي))؛ [التذكرة للقرطبي، ص: 562:561].



فعيسى صلى الله عليه وسلم إنما ينزل مقررًا لشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومجددًا لها، إذ هي آخر الشرائع السماوية.



إهلال عيسى صلى الله عليه وسلم بالحج والعمرة:

روى مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجًّا أو معتمرًا أو ليثنينهما))؛ أي: يقرن بين الحج والعمرة؛ [مسلم حديث 1252].



ظهور البركات في زمان عيسى صلى الله عليه وسلم:

روى مسلم عن النواس بن سمعان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن فتنة المسيح الدجال: ((ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذٍ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها – القشرة - ويبارك في الرسل - هو اللبن - حتى إن اللقحة - حديث العهد بالولادة - من الإبل لتكفي الفئام - الجماعة الكثيرة - من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ - الجماعة من الأقارب - من الناس))؛ [مسلم حديث: 2937].



روى أحمد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يتحدث عن عيسى ابن مريم: ((فيهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال وتقع الأمنة على الأرض، حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم))؛ [حديث صحيح، مسند أحمد، ج: 18، ص: 445، حديث: 8902].



مدة بقاء عيسى صلى الله عليه وسلم على الأرض:

روى أحمد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يتحدث عن عيسى صلى الله عليه وسلم: ((فيمكث أربعين سنةً ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون))؛ [حديث صحيح، مسند أحمد ج: 18 ص: 445، حديث: 8902].



أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به طلاب العلم الكرام.



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.



كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : نبض المشاعر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلسلة قصص عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم (1) روزانا السعدى › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 6 03-02-2024 12:07 AM
سلسلة قصص عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم (2) روزانا السعدى › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 6 03-02-2024 12:07 AM
وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بـ (سؤال الله العافية) محروم › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 31 02-27-2024 04:40 PM
بدء الوحي إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ محروم › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 26 02-27-2024 04:39 PM
خوف النبي صلى الله عليه وسلم وخشيته من الله تعالى شيخة الزين › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 15 01-06-2024 10:33 PM


الساعة الآن 11:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع ما يطرح في منتديات انين الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

mamnoa 2.0 By DAHOM