منتديات انين الروح - خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 )
منتديات انين الروح

منتديات انين الروح (https://anin-ro7.com/vb/index.php)
-   › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• (https://anin-ro7.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 ) (https://anin-ro7.com/vb/showthread.php?t=17497)

محروم 04-15-2024 01:32 PM

خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 )
 
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:
جعل الإسلامُ للمُسْلِم حقوقًا على أخيه المُسْلِم؛ حِفاظًا على الأخوة الإيمانية، وتقويةً للتَّرابط بين المسلمين
فقال صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ
فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» رواه مسلم.
الحقُّ الأوَّل: تُسَلِّمُ عليه إذا لَقِيتَه، وتَرُدُّ عليه السَّلامَ إذا سلَّم عليكَ؛ وإفشاءُ السَّلامِ من خَيرِ أعمالِ الإسلام، فقد سأل رَجُلٌ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» رواه البخاري ومسلم. ومن السُّنة إلقاءُ السَّلامِ
أمَّا ردُّه فهو واجب، ويتعيَّن الردُّ على المُسلَّم عليه، وإنْ لم يَرُدْ أَثِمَ؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء: 86].
ومِنْ فَوائِد إفشاءِ السَّلام: تَصْفِيَةُ القلوب، وتَطْهِيرُها من الضَّغائن، وزَرْعُ المحبَّةِ والمودَّة فيها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
«لاَ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» رواه مسلم.
فكلُّ واحدٍ من المتلاقِيَين يدعو للآخَر بالسَّلامة من الشُّرور، وبالرَّحمة الجالِبَةِ لِكُلِّ خيرٍ، وفي حديثٍ آخَر: «أَفْشُوا السَّلاَمَ تَسْلَمُوا» حسن - رواه أحمد والبيهقي.
أي: تَسْلَمُوا من كُلِّ مُوجِبٍ للفُرقَةِ والقَطِيعة، فكيف إذا انضمَّ إلى هذا بشاشَةُ الوَجْهِ، وحُسْنُ التَّرحيبِ، وجَمالُ الأخلاق.
الحقُّ الثَّاني: تُجِيبُه إذا دَعَاكَ؛ ولا تتأخَّر عن الدَّعوةِ إلاَّ من عُذرٍ مُعْتَبَر. وتَنْوِي بإجابته إكرامَ أخيكَ المُسْلِمَ لِتُثَابَ عليه
فتَنْقَلِب العادةُ إلى عِبادة. ولا تُمَيِّز في إجابة الدَّعوة بين فقيرٍ وغَنِي؛ لأنَّ في عدم إجابة الفقير كَسْراً لخاطِرِه. وألاَّ يتأخَّرَ من أجل صومِه بل يَحْضُر
فإنْ كان صاحِبُه يُسرُّ بأكْلِه أفْطَرَ؛ لأنه مِنْ أحَبِّ الأعمال إلى الله تعالى، وإلاَّ دعا له بالخير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ [أي: يدعو]، وَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ» رواه مسلم.
وينبغي التَأَدُّبُ بآدابِ الزِّيارة: فيحضر في الوقت المُناسِب؛ فلا يتأخَّر عليهم فيقلقهم، ولا يُعجِّل المجيء فيفاجئهم قبل الاستعداد
ويَطْرقُ البابَ بِرِفْقٍ، ويُعرِّف بنفسِه، ويَغُضُّ بصرَه، ولا يرفع صوتَه، ولا يتصدَّر المجلسَ، بل يتواضع ويقعد حيث يُجْلِسُه صاحِبُ البيت
ولا يُكْثِر التأمُّلَ فيما حوله، ولا يُحاول التَّجَسُّسَ على أهل البيت، ولا يُطِيل الزِّيارةَ دون ضرورة، ويستأذن عند انصرافه
ولا يُغادر إلاَّ أنٍ يأذَنَ له صاحِبُ البيت، ويَشْكُر صاحِبَ الضِّيافة على حُسْنِ استضافته، فمَنْ لم يشكر الناسَ لم يشكر الله.
الحقُّ الثَّالث: تَنْصَحُ له إذا طَلَبَ مِنْكَ النَّصِيحةَ؛ والنَّصِيحةُ مِنْ خُلُقِ الأنبياء عليهم السلام؛ لأنهم أنْصَحُ الخَلْقِ، وأبرُّهم وأنقاهم
قال اللهُ تعالى عن نوحٍ عليه السلام أنه قال لقومِه: ﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ ﴾ [الأعراف: 62].
وقال عن هودٍ عليه السلام: ﴿ وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾ [الأعراف: 68].
ونَبِيُّنا الكريمُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم هو أعْظَمُ الخَلْقِ نُصْحاً، وأكثَرُهم شَفَقَةً على أُمَّتِه، ونُصْحاً لهم، وخوفاً عليهم.
والنَّصِيحَةُ: هي القيام بحقوق المنصوح له مع المَحَبَّةِ الصَّادقة، قال جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه:
«بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» متفق عليه.
والنَّصِيحَةُ من صِفَةُ الصَّالِحين المُصْلِحين، قال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ رحمه الله: (لَمْ يُدْرَكْ عِنْدَنَا مَنْ أَدْرَكَ
بِكَثْرَةِ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ؛ إِنَّمَا أَدْرَكَ بِسَخَاءِ الْأَنْفُسِ، وَسَلَامَةِ الصُّدُورِ، وَالنُّصْحِ لِلْأُمَّةِ).
ومِنْ أهَمِّ آداب النَّصِيحة: أنْ تكون خُفْيَةً؛ لأنها في المَلَأِ تَقْرِيعٌ، ورُبَّما لا تُجْدِي في المَنْصُوح. ويكون النَّاصِحُ
صادِقاً في نصيحته، مُخْلِصًا لله في نُصْحِه، قَصْدُه الإصلاحَ؛ لا التَّعْييرَ، والشَّمَاتَةَ بالناس، والفَرَحَ بعيوبهم
ويكون عالِماً بما يَنْصَح، وإلاَّ كان ما يُفسِد أعظم مِمَّا يُصْلِح، ويَخْتَارُ الأُسلوبَ المُناسِبَ لِلنُّصْح.
الحقُّ الرَّابع: تُشَمِّتُه إذا عَطَسَ وحَمِدَ اللهَ، واللهُ تعالى يُحِبُّ العُطاسَ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطَاسَ
وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ - أَنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ» رواه البخاري.
ولا يُشَمَّتْ إلاَّ مَنْ حَمِدَ اللهَ تعالى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ؛ فَشَمِّتُوهُ. فَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ
فَلاَ تُشَمِّتُوهُ» رواه مسلم. ويَشْهَدُ له: قَولُ أَنَسٍ رضي الله عنه: عَطَسَ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا، وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ.
فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! شَمَّتَّ هَذَا، وَلَمْ تُشَمِّتْنِي؟ قَالَ: «إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَلَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ» رواه البخاري.
وقد عَلَّمَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم صِفَةَ التَّشْمِيتِ، وصِفَةَ الرَّدِّ؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الحَمْدُ لِلَّهِ.
وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ؛ فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» رواه البخاري.

سمير العباسي 04-15-2024 11:39 PM

رد: خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 )
 

اشراق 04-16-2024 06:42 AM

رد: خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 )
 
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
لك خالص احترامي

شيخة الزين 04-16-2024 11:41 AM

رد: خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 )
 






طرٍح رٍآئع كَ ع ـآدتك ...
يتمـآيل آليـآسمين شذى بجمـآل متصفحك ..
ؤتترٍآقص آلـ ؤرٍؤد متعطرة برٍؤعة مَ طرحته أنـآملك
لرٍؤحك أطيب آلـ ؤرٍد ؤأكـآليل آلـ زهرٍ

معطرٍة برٍقةرٍؤحك


https://upload.3dlat.com/uploads/13612773802.gif





خلود المشاعر 04-16-2024 11:46 AM

رد: خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 )
 
ممتنه على ماقدمت
شكرا لك على جمـال الاختيار
لا حرمنا ربي من إبداعك المُستمر
و الله يعطيكِ العافيه ي رب
لروحك اكاليل الورد

محروم 04-16-2024 07:36 PM

رد: خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 )
 
سمير العباسي
أســعدني وشرفني مرووركم الحاار
وردكم وكلماتكم الأرووع
لاعــدمت الطلــّـه الـعطره

محروم 04-16-2024 07:36 PM

رد: خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 )
 
اشراق
أســعدني وشرفني مرووركم الحاار
وردكم وكلماتكم الأرووع
لاعــدمت الطلــّـه الـعطره

محروم 04-16-2024 07:36 PM

رد: خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 )
 
شيخة الزين
أســعدني وشرفني مرووركم الحاار
وردكم وكلماتكم الأرووع
لاعــدمت الطلــّـه الـعطره

محروم 04-16-2024 07:36 PM

رد: خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 )
 
خلود المشاعر
أســعدني وشرفني مرووركم الحاار
وردكم وكلماتكم الأرووع
لاعــدمت الطلــّـه الـعطره

نبض المشاعر 04-17-2024 12:38 PM

رد: خطبة: حق المسلم على المسلم ( 1 )
 
تحية محملة بباقة ورد جورية ,,,
أهديك أياها
يعطيك العافيه
طرح رائع وانت دائما رائع في طرحك .
أنتظر جديدك بكل الشوق والود ,,,
تقبل مروري المتواضع






الساعة الآن 07:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع ما يطرح في منتديات انين الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

mamnoa 2.0 By DAHOM