منتديات انين الروح - الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
منتديات انين الروح

منتديات انين الروح (https://anin-ro7.com/vb/index.php)
-   › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• (https://anin-ro7.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ (https://anin-ro7.com/vb/showthread.php?t=12772)

محروم 01-03-2024 01:32 PM

الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 
(الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ

الدَّليلُ عَلَى أَنَّهُ مِنْ أسماءِ اللهِ الحُسنَى:
عن عائشةَ لقالت: إِنَّ رسولَ اللهِ ه كان إذا أتى مريضًا أو أُتي به إليه، قال: «أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا»[1].

الدِّلالاتُ اللُّغويَّةُ لهذا الاسمِ[2]:
الشَّافي في اللُّغةِ اسمُ فاعلٍ، فعلُه شفى يشفي شفاءً، وشَفا كلِّ شيءٍ حرفُه، قال تعالى: ﴿ وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾ [آل عمران: 103].

والشِّفاء موافاةُ شَفا السلامة، وصار اسمًا للبُرءِ، فالشِّفاء هو الدواءُ الذي يكونُ سببًا فيما يُبرِئُ من السَّقمِ.

وعند أبي داود وصحَّحه الألبانيُّ من حديثِ جَابر بن عبدِ اللهِ رضي الله عنه؛ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فَإِنَّمَا شفَاءُ العِيِّ السُّؤَالُ»[3].

واسْتَشْفَى طلبَ الشِّفاءَ ونَالَهُ.

وعند مُسلمٍ مِنْ حديثِ عائشةَ رضي الله عنها؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عن هجاءِ حسانٍ رضي الله عنه لقريش: «هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى»[4]، أَراد: أنه شَفَى المؤمنين، واشتفى بنَفسه؛ أَي: اخْتَصَّ بالشِّفاءِ، وهو مِن الشِّفاءِ أو البُرْءِ مِن المرضِ، لكنَّ المعنى نُقِلَ مِن شِفاءِ الأَجسامِ إلى شِفاءِ القُلوبِ والنُّفوسِ، يُقال: اشتَفيْتُ بكذا وتَشَفَّيْتُ مِن غَيْظي[5].

والشَّافي سُبْحَـانه هو الـذي يَرفـعُ البأسَ والعِـللَ، ويَشـفي العـليلَ بالأسَبابِ والأملِ، فقدَ يَبْرَأُ الداءُ مع انعدامِ الدَّواءِ، وقد يشفي الداءَ بلزومِ الدَّواءِ، ويُرَتِّبُ عليه أسبابَ الشِّفاءِ، وكلاهما باعتبارِ قُدرةِ اللهِ سواءٌ، فهو الشافي الذي خَلَقَ أسبابَ الشِّفاءِ، ورتَّبَ النتائجَ على أسبابِها، والمعلولاتِ على عِللها؛ فيشفِي بها وبغيرهَا، لأنَّ حصُولَ الشِّفاءِ عندهُ يحكمُه قضاؤُهُ وقدَرُهُ، فالأسبابُ سواءٌ ترابطَ فيها المعلولُ بعلَّتهِ، أو انفصَلَ عنها، هي مِن خَلْقِ اللهِ وتقديرِهِ، ومشيئَتِهِ وتدبيرِهِ، والأخذُ بها لازمٌ علينَا مِنْ قِبَلِ الحكيمِ4 سُبحانه؛ لإظهارِ الحكمةِ في الشرائعِ والأحكامِ، وتمييزِ الحلالِ والحرامِ، وظُهورِ التوحيدِ والإسلامِ.

فاللهُ عز وجل متَّصفٌ بالقُدرةِ والحكمةِ، ومِن أسمائِهِ القديرُ الحكيمُ، فبالقُدرة خلَقَ الأشياءَ وأوجدَها، وهداها وسيَّرها، وانفردَ بذلك دونَ شريكٍ، وهذا توحيدُ الرُّبوبيةِ، وبالحكمةِ رتَّبَ الأسبابَ ونتائجَها، وابتلانا بها، وعلَّقَ عليها الشرائِعَ والأحكامَ تحقيقًا لتوحيدِ العبوديةِ.

وإنما مَثَلُ الأسبابِ كمَثَلِ الآلةِ بيدِ الصانعِ؛ فكما لا يُقالُ: السَّيفُ ضربَ العُنقَ، ولا السَّوْطُ ضَرَبَ العَبْدَ، وَإِنَّمَا يقالُ: السَّيَّافُ ضَرَبَ العنقَ، وَفُلَانٌ ضَرَبَ فُلَانًا بالسَّوطِ، فكذلك لا يُقال: شفاني الدواءُ أو الطبيبُ؛ لأنها أسبابٌ وعِلَلٌ، والعِللُ والأسقامُ كما ذكرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيما صَحَّ عنه: «طبيبُها الذِي خَلَقَهَا»[6].

فهو سُبحانَه القادرُ الفاعلُ بلطائِف القُدَرةِ، وخفايا المشيئَةِ، ولذلك قال إبراهيمُ: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80].

وقد وَحَّد الغلامُ رَبَّهُ في اسمهِ الشافي لمَّا قال له الوزير، في قصة أصحابِ الأخدود: «مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إَنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي، فقَالَ: إِنِّي لا أَشْفِي أَحَدًا؛ إِنَّمَا يَشْفِي الُله، فإِنْ أَنتَ آمَنْتَ بِاللهِ دَعَوتُ اللهَ فشَفَاكَ، فآمَنَ باللهِ فشَفَاهُ اللهُ»[7].

واللهُ عز وجل هو الشَّافِي، الذي يَشفِي النفوسَ مِن أسقَامِهَا، كما يشفي الأبدانَ مِن أمراضِهَا، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].

وقد ذَكَرَ ابنُ القيِّم أنَّ القلبَ متى اتَّصَلَ بربِّ العالمين، خالقِ الدَّاءِ والدَّواءِ، ومُدبِّرِ الطبِّ ومصَرِّفِه على ما يشاءُ، كانت له أدويةٌ أخرى غيرُ الأدويةِ التي يُعانيها القلبُ البعيدُ منه، المعْرِضُ عنه، فإِذا قويَتِ النفسُ بإيمانِهَا، وفرحَتْ بقُربِهَا مِن بارِئِهَا، وأنسِها به، وحُبِّها له، وتنعُّمِها بذكرِهِ، وانصرافِ قُواها كلِّها إليه، وجمْع أمورِها عليه، واستعانتِها به، وتوكُّلِها عليه، فإن ذلك يكُونُ لها مِن أكبرِ الأدويةِ في دفعِ الألمِ بالكلِّيَّةِ[8].

انين الروح 01-03-2024 06:52 PM

رد: الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 

يعطيك العافية علي الطرح القيم و الرائع


جزاك الله كل الخير و جعلة في ميزان


حسناتك يوم القيامة


تسلم الايادي


و بارك الله فيك


دمت بحفظ الرحمن ….

http://up.anin-ro7.com/do.php?img=8142





سمير العباسي 01-04-2024 05:14 AM

رد: الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 

ميرا 01-04-2024 09:15 PM

رد: الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 

خلود المشاعر 01-06-2024 07:42 AM

رد: الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 
انتقاء مميز كعادتك
وهذا ماتعودناه واعتدناه منك
ربي يسعدك
تسسلم الانامل ي رب
وكل الشكر على اختيارك لمثل هالموااضيع
والله يعطيك العافيةة
كل الود والتقدير والاحترام،

اشراق 01-07-2024 05:17 PM

رد: الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
لك خالص احترامي

قمر هادي 01-07-2024 07:07 PM

رد: الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 
موضوع مميز
كل الشكر للانتقاء الراقي
تقديري

دحومي 01-07-2024 10:39 PM

رد: الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 
طرح مفيد
جعلها الله اعمالا تثقل
موازين اعمالك الصالحة
يعطيك العافيه.

احمد خالد 01-07-2024 11:14 PM

رد: الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 
طرح جميل و راقي
جزاك الله خير

غرام الحب 01-08-2024 12:06 AM

رد: الشَّافِي) جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 
*

*

*

*


طرح ممُيَّزجِدَاً وَرآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك
دُمتْ ودامَ نبضُ متصفحك
متوهّجاً بِروَعَةْ طرحك


*

*

*

*

*


الساعة الآن 10:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع ما يطرح في منتديات انين الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

mamnoa 2.0 By DAHOM