تأمُّلاتٌ في الصلاة
جلستُ متأمِّلًا في أن الإنسان كثيرًا ما يصرفه اعتياد العبادة وإلفها عن التدبُّر والخشوع فيها.
وعلى الرغم من قناعتي التامة بأن هذا فيه ظلم قبيح للنفس أن نُفقِد أنفسنا نعمة التدبُّر والخشوع إلا أن تساؤلًا قفز في ذهني.. هل من حكمة أجتهد فيها في أن تكون صلاة الفريضة لها عدد محدد من الركعات والركعة تحوي أركانًا أساسية لا تصلح الصلاة بدونها؟! تأمَّلتُ قليلًا فوجدت عجبًا، وجدت أن الله تعالى قد جبل الكون بأكمله عدا الإنسان على السير على نواميس ثابتة وكان استثناء الإنسان بإرادة الإنسان واختياره. قال الله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب:72]. فوجدت النظام الذي اتبعه في كل صلاة فرض يذكرني بباقي الكون في طاعته المطلقة لله قلبًا وقالبًا، جوهرًا ومظهرًا فإذا بي أجد أنه قد تكون من حكم الصلاة على هذه الهيئة المحددة وفي مواعيد منتظمة حيث قال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء:103]. أقول فإذا بي أجد أنه قد تكون من حكم الصلاة على هذه الهيئة المحددة وفي مواعيد منتظمة أن ننسجم مع الكون خمس مرات باليوم والليلة، ونتصالح معه بمشاركتنا إيَّاه في عبادة ربنا الواحد؛ فنكون وحدة واحدة تعبد الله عز وجل في خشوع أيَّما خشوع. فكما يسير الكون على نواميسَ ثابتة؛ نتشبه نحن به في صلواتنا ونسير على نظام ثابت علَّمنا إيَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون الكون كله ساعة الصلاة، وهي ممتدة على سطح الأرض، ساجدًا لله العزيز الحكيم، فما من دقيقة إلا وتجد فردًا ساجدًا لله عز وجل. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج:18]. الخلاصة: أن نظام صلواتنا الثابت يجب أن نستفيد منه في التأمُّل والشعور أننا حين نصلِّ على مناسكَ ثابتة أخذناها عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنما نكون في وئام مع الكون يُحبُّنا ونُحبُّه في الله عز وجل. ولا يجوز مطلقًا أن يصرفنا هذا النظام المحدد عن الخشوع والتدبُّر في الصلاة فإنه عكس المراد من ربِّ العالمين. والله أعلم. |
رد: تأمُّلاتٌ في الصلاة
تحيآتي والف شكر أسعدني طرحك الرآقي
لآعدمنآك بإنتقآئك الجميل الرآئع لآ خلآ ولآ عدم ننتظر جديدك بشوق الله يعطيك العآفية |
رد: تأمُّلاتٌ في الصلاة
|
رد: تأمُّلاتٌ في الصلاة
جَزاك الله جنّةٌ عَرضها السّمواتِ والأَرض
ولا حَرمك الأجِر .. |
رد: تأمُّلاتٌ في الصلاة
سلمت الأنامل ويعطيك العافيه لروعة طرحك
إنتقاء ثريّ بالجمـال والروعــه يعطيك ربي العافيه ويسعدك بانتظارجديدك بكل شوق |
رد: تأمُّلاتٌ في الصلاة
|
رد: تأمُّلاتٌ في الصلاة
|
رد: تأمُّلاتٌ في الصلاة
سلمت الايادي على الطرح الرائع
كل الشكر والامتنان لجهودك ويعطيك الف عافيه لَك ودي وتقديري |
رد: تأمُّلاتٌ في الصلاة
شُكرًا على جمـال طرحك المميز لا حرمنا الله من إبداعك المُستمر و الله يعطيكِ الف عافيه . لك |
رد: تأمُّلاتٌ في الصلاة
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك... لك خالص احترامي |
الساعة الآن 02:21 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع ما يطرح في منتديات انين الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف
mamnoa 2.0 By DAHOM